أظهرت دراسة أسترالية حديثة الفعالية العالية للقاحات فيروس الورم الحليمي البشري في الوقاية من عدد من السرطانات على مدى سنوات.
وجدت الدراسة، التي شملت أكثر من 800 امرأة في فيجي، أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري ظل فعالا للغاية ضد الكشف عن سلالتين من هذا الفيروس تسببان السرطان، لمدة تصل إلى ثماني سنوات بعد التطعيم.
تكمن خطورة فيروس الورم الحليمي البشري في أنه في مرحلة ما من حياتهم، تشير التقديرات إلى أن نحو 80 ٪ من الناس سوف يصابون به.
ورغم أن العديد من الإصابات لن يلاحظها أحد، إلا أن بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي، مما يؤدي إلى أنواع مختلفة من السرطان.
فعالية كبيرة
وقد نشر البحث، الذي أعده باحثون من جامعة ميلبورن الأسترالية، في مجلة "لانسيت" الإقليمية غرب المحيط الهادئ.
كان اللقاح فعالا بنسبة 81٪ ضد السلالتين الأكثر شيوعا، فيروس الورم الحليمي البشري 16 و18، والتي تسبب نحو 70 ٪ من جميع حالات سرطان عنق الرحم في فيجي وجميع أنحاء العالم.
تمثل القضايا اللوجستية المتعلقة بإيصال اللقاحات إلى القرى والمجتمعات النائية تحديا خاصا في بلدان جزر المحيط الهادئ وبابوا غينيا الجديدة بسبب الجغرافيا. لذلك، فإن التأكد من فعالية جرعة واحدة من هذا اللقاح يمثل فرصة قيمة للتغلب على هذه الحواجز وحماية السكان المعرضين للخطر.
ويدعم هذا النهج أيضا تجربة حديثة عالية الجودة أجريت على نساء في كينيا تتراوح أعمارهن بين 15 و20 عاماً.
وجدت الدراسة أن جرعة واحدة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لها فعالية مماثلة (97.5٪) لجرعتين أو ثلاث جرعات في 18 شهراً بعد التطعيم في منع الكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري من النوع 16 و18.
وقال الفريق الذي أعد الدراسة "تدعم النتائج التي توصلنا إليها الموقف الحالي لمنظمة الصحة العالمية بشأن استخدام جرعة واحدة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري"، وفقا لما نقله عنه موقع medicalxpress.com.
حماية قد تدوم مدى العمر
تسلط هذه النتائج الضوء على الفعالية الملحوظة لجرعة واحدة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وقدرتها على منع العواقب الخطيرة للأمراض المرتبطة بهذا الفيروس.
نظرت دراسة سابقة، أجراها الفريق نفسه في فيجي، في الاستجابة المناعية لدى النساء اللواتي لم تتلقين جرعة ومن تلقين جرعة واحدة أو جرعتين أو ثلاث جرعات من اللقاح. ووجدت أن الاستجابة المناعية الناتجة عن جرعة واحدة من اللقاح يمكن أن تستمر لسنوات عديدة، مما يوفر حماية طويلة ضد الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.
من المحتمل أن تكون مدة الحماية على مدى العمر من جرعة واحدة مماثلة لجرعتين أو ثلاث جرعات، بالنظر إلى الاستجابة المناعية المماثلة الموجودة خلال 24 شهرا بعد التطعيم في التجربة السريرية الكينية.
في العام الماضي، حدّثت منظمة الصحة العالمية توصيات لقاح فيروس الورم الحليمي البشري ولديها الآن توصية متساهلة لجرعة واحدة أو جرعتين للفتيات أقل من 15 عاما.
حتى الآن، اعتمدت أستراليا وإيرلندا استراتيجية الجرعة الواحدة بسبب قوة الأدلة على أن استراتيجية الجرعة الواحدة فعالة للغاية.
ولا يمكن التقليل من قيمة جرعة واحدة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، خاصة بالنسبة للبلدان منخفضة التكلفة.
جرعة من لقاح متوفر تحمي من السرطان لسنوات
المصدر: الاتحاد - أبوظبي