خولة علي (أبوظبي) 
نشاط تطوعي بيئي، قام به المهندس العراقي سنان الأوسي، رغبة في خلق متنفس ومساحة يستظل بها المارة، للتخفيف من وطأة وشدة الحرارة في الأماكن المكتظة بالبنايات، حيث قام بتشجير إحدى المناطق السكنية التي يقطنها بشارع الشيخ راشد بن سعيد في مدينة أبوظبي، وامتدت الرقعة الزراعية التي شهدت عملية التشجير، لتضم أكثر من 200 شجرة، على مساحة 2000 متر مربع، ضمن مبادرة شخصية، وتعبيراً عن مسؤوليته تجاه المجتمع وتشجيعاً على الاستدامة.  
يقول سنان الأوسي المقيم في أبوظبي، بلكنته العراقية «ما يضيع بوجهك شي يالإمارات» تعبيراً وعرفاناً ورد الجميل للإمارات عما تقدمه من اهتمام ورعاية لكل من يعيش على أراضيها، وما يقوم به هو تحفيز للآخرين على العطاء بالمجال الذي يستطيعون البذل فيه ولو بالقليل، وكان شغفه بالزراعة التي تعلم فنونها وإتقانها من والده، حافزاً لممارسة هوايته في تشجير أي مساحة يجدها تفتقر للغطاء الزراعي، رغبة منه في تحقيق الزراعة المستدامة وخلق التوازن البيئي، بإحياء المساحات الجرداء اليابسة وجعلها خضراء مزدهرة.

شغف الزراعة 
ومن خلال أسفاره وتنقلاته العديدة بين عدة دول، نتيجة عمله في هندسة الجسور وتصميمها، كانت تستفزه المساحات الخالية من الغطاء النباتي، الأمر الذي يدفعه إلى تشجير المنطقة وزراعتها، تاركاً بصمته الزراعية لإحياء مناطق في أماكن متفرقة، وفي دولة الإمارات عمل في ثمانية مشاريع تطويرية مختصة بالجسور في مناطق عدة، مما جعله يقوم بزراعة كل مساحة تكون قريبة من مقر عمله، ومع انتقاله للعمل بشارع الشيخ راشد بن سعيد في مدينة أبوظبي، زاد لديه شغف العمل على زيادة الرقعة الزراعية لتمتد حول مساحة المبنى ككل، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما أخذ موافقة البلدية لزيادة مساحة التشجير لتصل إلى 2000 متر مربع، على طول الشارع من الجهة الأمامية، وكذلك من الخلفية حيث يقع شارع الشيخة فاطمة بنت مبارك وشارع الشيخ محمد بن خليفة.

أنواع الأشجار 
وقد تنوعت النباتات التي زرعها الأوسي بين أشجار الواشنطونيا، وبسمارك، ونخيل جوز الهند، وشجيرات البلوميريا المزهرة، والياسمين الهندي والتايلاندي والتركي، وملكة الليل والنهار، والاسبايدر الليلي، وهي نوع من الأبصال، بالإضافة إلى زهور أخرى، وقد اختار هذه الأنواع لما تضيفه من جمال على المنطقة، كما أنها لا تحتاج للتنظيف والرعاية الدائمة كغيرها من الأشجار، أيضاً هي لا تحجب الشارع، وتصدر روائح عطرة، مما تسهم في تحسين نفسية كل شخص يمر من أمامها.
فكرة جديدة
من المشاريع الزراعية التي يفكر في إنجازها المهندس سنان الأوسي، العمل على تحسين خواص التربية الرملية، للتقليل من عملية هدر واستنزاف المياه، والعمل على الاستفادة من الصحراء الشاسعة وتحويلها إلى مساحة خضراء بعد عملية تحسين التربة، وهذا المشروع من ضمن المشاريع التي شارك بها في مسابقة «تخيل أبوظبي في الخمسين سنة القادمة»، إلا أن المسابقة توقفت نتيجة جائحة كورونا، ولم يتم طرحها مجدداً.