شعبان بلال (القاهرة)
تلال وتكوينات صخرية فريدة من نوعها في منطقة وادي العقبات بقلب الصحراء البيضاء بواحة الفرافرة على بعد أكثر من 600 كيلومتر من القاهرة، بصورة تشبه سطح الكوكب الأحمر المريخ، والتي تشكلت على مدار ملايين السنين نتيجة عوامل الطبيعة. 
صخور طباشيرية عملاقة تعود لعصور سحيقة تكونت نتيجة الترسبات الجيرية وعوامل التعرية منذ أكثر من 80 مليون سنة مع مشاهد بديعة من الكثبان الرملية المميزة.

«العقبات»، واحد من مجموعة وديان داخل محمية الصحراء البيضاء بالوادي الجديد على مساحة تزيد على 3 آلاف كيلو متر مربع، ويرجح أن تسميته بهذا الاسم للتلال والكثبان التي تمثل عقبات في الحركة. وأوضح أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي أن وادي العقبات يتميز بمئات التلال الصخرية البيضاء، يكسوها اللون البني أحياناً لزيادة نسبة الحديد في كل مكان، ما أعطى الإحساس بأن المنطقة من كوكب المريخ لما به من تلال ونتوءات. وأضاف أن العقبات ضمن الصحراء البيضاء، وتبلغ مساحتها 3010 كم2، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 2002 وسميت بذلك بسبب اللون الأبيض الذي يسيطر على المناظر الطبيعية نتيجة انتشار الحجر الجيري الطباشيري التي تكونت في نهاية العصر الطباشيري منذ حوالي 100 مليون سنة.

وتكونت في الوادي أشكال متنوعة على شكل عيش الغراب، وبعض الأشكال الأخرى، ودفعت الطبيعة الفريدة العديد من الجامعات الأجنبية ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا» إلى اختيار الصحراء البيضاء، وتحديداً وادي العقبات، لإجراء أبحاثها الخاصة بالرحلات المزمع إرسالها إلى المريخ، خاصة أن سطح الأرض في تلك المنطقة أقرب منطقة في العالم شبهاً بسطح ذلك الكوكب.
ولا تقتصر الطبيعة المتفردة لوادي العقبات على هذه الميزات، بل هناك مجموعة من الحيوانات البرية النادرة منها ثعلب الفنك والزواحف والحشرات، والغزال المصري والغزال الأبيض، والكبش الأروي، كما يحتوي على عدد من الكهوف النادرة والمقابر، بالإضافة للمومياوات والأواني الفخارية ومنازل تعود للعصر الروماني.

وصنفت منظمة اليونيسكو الصحراء البيضاء وما تحتويه من وديان، وعلى رأسها وادي العقبات، في قائمة التراث العالمي، كأول حديقة جيولوجية مصرية، ما جعلها منطقة محببة لهواة الرحلات الاستكشافية، وهواة التصوير الطبيعي والفلكي، حيث يمكن التقاط صور للسماء الصافية والنجوم بشكل واضح خلال الليل، بجانب رؤية النجوم وحركتها والكواكب، وذراع المجرة.