سعيد ياسين (القاهرة)
حرص كل الملحنين الذين عاصروا «كوكب الشرق» أم كلثوم على أن تغني من ألحانهم، ولحن لها نحو عشرين فناناً، منهم من حقق بألحانه لها خلوداً استثنائياً، ومنهم من دخلت ألحانه غياهب النسيان، وفريق آخر لم تكتمل مشاريع التعاون بينهم، من منطلق أنها كانت بمثابة مؤسسة فنية عملاقة دار في فلكها عظماء الشعراء والملحنين والموسيقيين.
عبدالوهاب
تأخر التعاون بين محمد عبدالوهاب وأم كلثوم لأكثر من 40 عاماً حتى كان اللقاء الأول العام 1964 من خلال أغنية «إنت عمري»، ثم لحن لها «على باب مصر»، و«أمل حياتي»، و«أنت الحب»، و«فكروني»، و«هذه ليلتي»، و«أصبح عندي الآن بندقية»، و«دارت الأيام»، و«أغداً ألقاك»، وكانت آخر ألحانه لها «ليلة حب» العام 1973.
أبو العلا
تعرف أبو العلا محمد على أم كلثوم وهي صغيرة من خلال معرفته بوالدها الشيخ إبراهيم البلتاجي، وكان من أوائل الملحنين الذين غنت لهم، وقدم لها حوالي 70 لحناً، بدأها العام 1924 بـ «الصب تفضحه عيونه»، ثم أتبعها بـ «وحقك أنت المنى والطلب»، و«أفديه إن حفظ الهوى»، و«أقصر فؤادي»، و«أمانا أيها القمر المطل»، و«قل للبخيلة بالسلام تودعا»، و«يا آسى الحي»، و«مثل الغزال نظرة».
السنباطي
كان لرياض السنباطي نصيب الأسد من أغنيات كوكب الشرق، والملحن الوحيد الذى أضاف لها وأضافت له، وجاء تعاونهما الأول العام 1935 من خلال أغنية «على بلد المحبوب وديني»، ولحن لها على مدى أكثر من 40 عاماً روائع تنوعت بين العاطفية والدينية والوطنية، منها «ولد الهدى»، و«نهج البردة»، و«يا ربى الفيحاء»، و«أقبل الليل»، و«يا حبنا الكبير»، و«أقولك إيه عن الشوق»، و«طوف وشوف»، و«حسيبك للزمن»، و«ثورة الشك»، و«شمس الأصيل»، و«دليلي احتار»، و«عرفت الهوى»، و«قصة الأمس»، و«مصر تتحدث عن نفسها»، و«رباعيات الخيام»، و«هلت ليالي القمر»، و«هجرتك»، و«يا ظالمني»، و«الأطلال»، و«لسه فاكر»، و«أروح لمين»، و«عودت عيني»، و«من أجل عينيك»، و«على بلد المحبوب»، و«الحب كدة»، وآخرها «الثلاثية المقدسة» العام 1972.
القصبجي
وصل محمد القصبجي بأم كلثوم لأول قمة، وصادف أسلوبه في التلحين لها نجاحاً لافتاً، تعرف عليها العام 1924 ولحن لها أغنيتي «حلف ما يكلمنيش»، و«البعد طال»، واستمر تعاونه معها 20 عاماً، ولحن لها أكثر من 60 أغنية، منها «زارني طيفك»، و«سكت والدمع اتكلم»، و«صحيح خصامك ولا هزار»، و«صدق وحبك مين يقول»، و«قلبك غدر بي»، و«الليل آهو طال»، و«انت فاكراني»، و«ياللي جفاك المنام»، و«ليه تلاوعيني»، و«طالت ليالي البعاد»، و«بكرة السفر»، و«مدام تحب بتنكر ليه»، وكان آخرها «رق الحبيب» العام 1944.
زكريا أحمد
قدم لها زكريا أحمد 57 لحناً، بدأها العام 1931 بأغنيات «جمالك ربنا يزيده»، و«يا قلبي كان مالك»، و«ياما أمر الفراق»، ثم أعقبها بأغنياتها في أفلام «وداد»، و«عايدة»، و«سلامة»، و«فاطمة»، ثم «يا بشير الأنس»، و«عادت ليالي الهنا»، و«أنا في انتظارك»، و«آه من لقاك»، و«حبيبي يسعد أوقاته»، و«الأولة في الغرام»، و«أهل الهوى»، و«برضاك يا خالقي»، و«الأمل»، وكان آخرها «هو صحيح الهوى غلاب» العام 1960.
الموجى
لحن محمد الموجى لها اثنتين من روائعها العاطفية، «للصبر حدود»، و«إسأل روحك»، بجانب عدد من الأغاني الوطنية والدينية، منها «أنشودة الجلاء»، و«أوقدوا الشموس»، و«حانة الأقدار»، و«محلاك يا مصري»، و«يا سلام على الأمة»، ويرى غالبية المؤرخين أن مجد الموجي الحقيقي كان مع عبدالحليم حافظ، ثم مع فايزة أحمد وصباح وشادية.
النجريدي.. الأول
كان أحمد صبري النجريدي، أول من وضع ألحانا خاصة بأم كلثوم بعدما كانت تغني القصائد القديمة المتداولة، وأول من جعلها تغني الطقاطيق، ولحن لها أكثر من 15 قصيدة وطقطوقة ومونولوجا، منها «الصب تفضحه عيونه»، و«خايف يكون حبك»، و«الفل والياسمين والورد»، و«أنا على كيفك»، و«شفت بعيني محدش قال لي»، و«كم بعثنا مع النسيم سلاماً»، و«مالي فتنت بلحظك الفتاك»، و«الحب كان من سنين».
سيد مكاوي
لحق بها في سنواتها الأخيرة، وقدم لها لحناً وحيداً يعد من درر أعمالها، هو «يا مسهرني» العام 1972، كما تدربت على أغنيته «أوقاتي بتحلو» التي ذهبت بعد وفاتها لوردة، إلا أن ألحانه لمطربين آخرين كانت بمثابة نقاط فارقة في مشاويرهم، ومنهم وردة وصباح وليلى مراد ومحمد عبدالمطلب.
الطويل
تعاون كمال الطويل مع كوكب الشرق مرتين في «والله زمان يا سلاحي» 1956، و«لغيرك ما مددت يداً» 1957، بالإضافة إلى قصيدة «غريب على باب الرجاء» التى كتب كلماتها طاهر أبو فاشا وسجلتها أم كلثوم ولم تشهد النور، وهذه الألحان لا تمثل أهمية كبيرة فى مسيرته الحافلة مع الآخرين، ومنهم عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد.
بليغ حمدي
من أصغر الملحنين الذين تعاونوا معها، حيث لحن لها وهو في التاسعة والعشرين «حب إيه» العام 1960، ثم أتبعها بعد عامين بـ «أنساك»، و«ظلمنا الحب»، ثم «سيرة الحب»، و«كل ليلة وكل يوم»، و«بعيد عنك»، و«فات الميعاد»، وكانت آخرها «حكم علينا الهوى» من ألحانه العام 1973.
داوود حسني
كان أول من لحن أدواراً لها، وبلغ إجمالي ألحانه لها تسعة أدوار وطقطوقتان، منها «شرف حبيب القلب»، و«البعد علمني السهر»، و«جنة نعيمي في هواك»، و«روحي وروحك»، و«كنت خالي لا حبيب يهجر»، و«كل ما يزداد رضا قلبك عليّ»، و«يا فؤادي إيه ينوبك»، و«يا عين دموعك».
مشاريع لم تكتمل
لحنت أم كلثوم لنفسها العام 1928 أغنية وحيدة، هي «على عيني الهجر»، وغنت مقطوعة «يا رسول الله خذ بيدي» العام 1968 للمغربي صالح الشرقي، وكان أحد أبرز أحلام فريد الأطرش التعاون معها، وبالفعل قدم لحناً لها لأغنية «وردة من دمنا»، ونال إعجابها ووافقت عليه، ولكنها غيرت رأيها فيما بعد، وكان مقرراً أن يلحن لها محمد فوزي أغنية «حب إيه»، ولكن حالته الصحية لم تسمح، فرشح لها بليغ، أما القصبجي فاكتفى بعد «رق الحبيب»، وطوال سنواته العشرين الأخيرة بالعزف على العود في فرقتها.