خولة علي (دبي) 
خالد الحرمي شاب شغوف بالمغامرات، يبحث دوماً عن الأنشطة التي تتطلب الإرادة والتحدي والإقدام، سواء على قمم الجبال، أو في باطن الأرض والكهوف، أو في أعماق البحار، لاستكشاف عوالم الطبيعة بمختلف بيئاتها. وبحكم نشأته في رأس الخيمة التي تتميز بسلاسل جبلية شاهقة وإطلالتها الساحرة على البحر، أصبح أكثر ارتباطاً بها، حتى استطاع أن يطور مهاراته وقدراته في ممارسة الأنشطة الجبلية والبحرية، ليتعرف عن كثب على أسرار الطبيعة المحلية ومواقعها البديعة والكشف عنها. 
علاقة خالد الحرمي بالمغامرات والاستكشاف بدأت منذ الطفولة، عندما كان يرافق والده وإخوته إلى رحلات الصيد، حيث تعلم الصبر ومواجهة الصعاب نتيجة المواقف التي تعرض لها، واستطاع أن يطور مهاراته في الغوص واكتشاف الطبيعية البحرية، ولم يستسلم أمام المصاعب. ومن هنا ازداد شغفهه بالطبيعة ونمت رغبته في استكشاف الحياة البحرية، واستطاع أن ينمي مهارته من خلال انضمامه إلى الأندية المتخصصة، حيث نال رخصة للغوص ورخصة دولية للإسعافات الأولية ورخصة للإنقاذ وسواها.

بين البحر والجبال
يؤكد الحرمي أن الطبيعة كان لها دور كبير في تشكيل مساره واهتماماته، قائلاً: ترعرعت في بيئة طبيعية بين البحر والجبال، فعدا عن علاقتي الوثيقة بالبحر، كان للجبال نصيب وافر من رحلاتي، فتسلقت القمم وشاهدت العالم من أعلى، مما جعل نظرتي للأمام دائماً مختلفة، كما ساهمت سفراتي المتعددة في البحث عن المغامرات وخوضها. 
مرمى الخطر
ويلفت الحرمي إلى ضرورة أن يمتلك المغامر خبرة كافية بأنظمة الأمان والسلامة، ومعرفة أسس الإسعافات الأولية، وكيفية استخدام أجهزة الملاحة والتطبيقات للتعرف على المواقع، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر. فالمغامر يكون معرضاً للخطر، فهو تعرض للكثير من الإصابات خلال خوض مغامرات في البيئات الوعرة، لاسيما خلال رحلات الصيد والغوص والتزلج على الجليد، وركوب الدراجات الجبلية، والطيران الشراعي وتسلق الجبال والقفز المظلي. ويذكر أنه تعرض لحادث أثناء قفزه من مرتفع إلى وادٍ من دون حساب المسافة بشكل دقيق، فسقط وكُسرت كلتا يديه، ومع ذلك فهو شغوف بأي مغامرة ليشعر بالفخر بعد إنجازها.

كهوف ووديان
من المواقع التي زارها الحرمي، كهف «تويفيلزهوله»، وهو كهف جميل وساحر يقع  بالقرب من مدينة بوتنشتاين، ويُعد أكبر الكهوف التي عُثر عليها في ألمانيا، وتضم أكثر من 1000 كهف تتميز بطبيعة حجرية جميلة. كما زار الجبل الأخضر الذي يقع بولاية داخلية في سلطنة عُمان، وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، بالإضافة إلى وادي وعيب الحنة على أطراف وادي الفاي الكبير وسفوح الجبال التي تضم بين جنباتها المزارع وعيون المياه التي تشكل مناظر خلابة يكسوها اللون الأخضر، فضلاً عن وادي نقب، ووادي كوب الذي يتميز بالبرك المائية الجميلة وتشكيلة من الصخور البديعة. 
جذب السياح 
وعن دور المغامرين في إلقاء الضوء على بعض الأماكن الساحرة، يقول الحرمي: نحاول الحفاظ على الحياة الجبلية بمعالمها وتضاريسها، وهنالك الكثير من المواقع الطبيعية المحلية التي لم تُستكشف بعد، ونحن كمغامرين نسعى إلى الوصول إليها لتسليط الضوء عليها وجذب السياح نحوها، من خلال تنظيم أنشطة تتميز بروح التحدي ضمن بيئة تجلب الهدوء والراحة النفسية.

تجارب جديدة
يلفت خالد الحرمي إلى أن الهدف من المغامرة هو تجربة العيش بطرق مختلفة، مع الالتزام بالضوابط والتخطيط والتنظيم، ما يجعل المغامر يحقق هدفه ويشعر بالانطلاق والتغلب على المخاوف التي قد تدفع الفرد ليكون أكثر رغبة في تحدي ذاته.