خولة علي (دبي) 

يواصل خليفة المزروعي، بمساعدة الكابتن سيمون أسمر، مغامراته الاستكشافية بالقرب من أعماق بحر الفجيرة، للعثور على سفن غارقة وحطام غواصات عالقة منذ أمد بعيد، والتي تحولت على مر السنين إلى بيئة خصبة تجمع الكائنات البحرية والشعاب المرجانية، ومن بين السفن الغارقة التي أصبحت وجهه مهمة لمحبي المغامرات السياحية من شتى دول العالم، سفينة إيطالية غارقة منذ تسعينيات القرن الماضي، قابعة على عمق 70 متراً، والتي قرر المزروعي استكشافها عبر رحلة غوص شاقة تخللها الكثير من التحديات والمخاطر. 
يشير خليفة المزروعي الذي خاض مغامرات بحرية عدة، وغاص في جوف الكهوف، إلى أن رحلة استكشافه للسفينة «إينس»، وهي ناقلة نفط إيطالية تعود لحقبة التسعينيات من القرن الماضي، بدأت بعد جولات استكشافية بالقرب من سواحل بحر الفجيرة، وبمساعدة الكابتن والغواص التقني العالمي، سيمون أسمر، حيث تم استخدام معدات وأجهزة متطورة لرصد مكان السفينة، ومن خلال البحث عن تاريخها وسبب غرقها، تبين أنها وأثناء عملية نقلها لكمية من خام الديزل إلى سفينة أخرى وقع بها انفجار هائل، أدى إلى اندلاع النيران فيها، وانقسامها إلى جزئين وتحولت إلى حطام.

تحديات ومخاطر
وعن التحديات التي يمكن أن يواجهها الغواص في الأعماق، يؤكد المزروعي، أن الغواص قد يتعرض إلى خطر الإصابة بزيادة الضغط، حيث إن الأسطوانة التي يحملها الغواصون تحتوي على غاز النيتروجين والأكسجين، وعندما يصل الغواص إلى عمق 10 أمتار تحت الماء يزيد الضغط الجزئي بمقدار 1 «أتموسفير»، وعندما تزيد تلك النسبة عن المعدل الطبيعي قد يتعرض الغواص إلى التسمم، كما أن الجسم قد يمتص نسبة عالية من غاز النيتروجين عند النزول إلى أعماق كبيرة، وعندما يطفو على سطح الماء تبدأ فقاعات النيتروجين بالتكون في الأنسجة والخلايا، مما يؤدي إلى الشعور بألم كبير أو حدوث تلف في الأعصاب، وقد يصل الأمر إلى الموت في بعض الأحيان، ولتجنب هذه المخاطر نجري تدريبات على كيفية الصعود إلى السطح ببطء حتى الخروج من الماء، موضحاً أنه لا مجال لأي خطأ خلال الغوص في الأعماق، حتى لا يفقد الغواص حياته. 
سحر الأعماق
أما المساعد والكابتن سيمون أسمر، الغطاس التقني العالمي، الذي له تجارب  استكشافية بحرية عدة في عدد من دول العالم، والذي استطاع أن يغوص إلى عمق 200 متر، لاستكشاف سفن تعود إلى الحرب العالمية الثانية في أعماق البحر المتوسط، إلى جانب كهوف مائية عميقة عدة مكث فيها لساعات طويلة ليدون خرائطها، فيؤكد وجود مواقع رائعة في بحار الإمارات، حيث تمتلك في أعماقها بواخر تحولت إلى بيئة خصبة للحياة البحرية، مما يشجع الغطاس على الغوص لمشاهدة سحر الحياة البحرية، واستكشاف هذا العالم المجهول بمناظره البديعة. 

إقبال واسع
يقول خليفة المزروعي، إن سواحل الإمارات أصبحت تشهد إقبالاً واسعاً من المغامرين القادمين من شتى دول العالم لممارسة رياضة الغوص، والراغبين في الكشف عن قطع بحرية غارقة تحولت على مر السنين إلى هياكل تستوطنها الكائنات البحرية، وجعلت منها بيوتاً ومساكن تختبئ فيها لتحمي نفسها، وهذه الصور والمشاهد تكررت في عدد من حطام السفن التي حملت معها ذكريات لأفراد طاقمها بعد أن حالفهم الحظ ونجوا بأنفسهم.