واشنطن (الاتحاد) 
مع تراجع الإعلانات عبر تويتر مع الجدل المستمر والصخب الدائم بشأن المنصة وقرارات وتغريدات مالكها وحارسها الملياردير إيلون ماسك، كان لا بد من طوق نجاة يستطيع أن يقوم بالمهمة الصعبة في مواجهة كل التحديات. فكان قرار تعيين مسؤولة الدعاية السابقة في إن.بي.سي يونيفرسال للإعلان، ليندا ياكارينو في منصب الرئيس التنفيذي لتويتر.. صحيح هي صاحبة خبرة كبيرة في عالم الإعلانات وسط الشركات الكبرى في العالم، لكن المفارقة أن مواقفها السابقة على النقيض تماماًً من الدور المفترض أن تقوم به في تويتر.
وكان ماسك قد تعرض لانتقادات عديدة بسبب  إصراره على قيادة تويتر مع شركتي تسلا وسبيس إكس، في وقت واحد، فقرر أن يكتفي بالتركيز على تصميم المنتجات والتكنولوجيا الحديثة في تويتر، بينما تتولى ليندا قيادة العمليات حتى تتمكن المنصة من تجاوز أعباء الديون الثقيلة وانخفاض الإيرادات.
قضت ليندا سنوات طويلة في تحديث نشاط الدعاية بشركة إن.بي.سي يونيفرسال المملوكة لكومكاست كورب، وهي شركة إعلامية عملاقة. وكان موقفها باستمرار يقوم على أساس أن منصات التواصل الاجتماعي ليست هي المكان المناسب لإعلانات الشركات الكبرى. وقالت في مقابلة العام الماضي: «نحن المكان الوحيد الذي يمكن للمستهلكين الوثوق به تماماً».

وياكارينو شخصية تحظى باحترام كبير، وقد حافظت على أعمال إن بي سي الإعلانية خلال عقد من الاضطراب مع تأكيد مستمر على أن منصات مثل يوتيوب وتويتر غير آمنة للعلامات التجارية، حسبما تقول منصة «سيمافور» الإخبارية.
وبالتالي، فسوف يتعين عليها مع انتقالها للضفة الأخرى، أي إلى معسكر الخصوم الذين كانت تحاربهم وتقلل من شأنهم، سيتعين عليها أن تجد حجة قوية جداً لإقناع نفس المعلنين بعكس مواقفها السابقة بشأن السوشيال ميديا وعدم قدرتها على دعم علاماتهم التجارية في الأسواق العالمية لأنها مكان غير آمن وغير مناسب ويضر أكثر مما يفيد.
باختصار سيتعين عليها تقديم الحجة المعاكسة تماماً لكل كلامها السابق، وقد تنجح في ذلك، وفق توقعات الكاتب ماكس تاني في «سيمافور»، لأن علاقاتها العميقة في صناعة الإعلانات ستساعدها على إقناع زبائنها الكبار بتجاهل ما أمضت العقد الماضي في قوله، ثم أن ماسك الذي يواجه رياحاً عاتية من كل اتجاه، واثق بقدراتها.
وكان توظيف ياكارينو جزءاً من تقارب علني لفت الأنظار تدريجيا على مدى شهور، فقد أشاد بها ماسك أمام الجميع، ثم التقى بها على المسرح في مقابلة خلال مؤتمر للتسويق عقد بميامي في أبريل الماضي، في خضم مساعيه لإصلاح علاقاته بكبار المعلنين.
وقال ماسك إن:«ليندا ستركز في المقام الأول على العمليات التجارية، بينما أركز أنا على تصميم المنتجات والتكنولوجيا الجديدة... وأتطلع إلى العمل مع ليندا لتحويل هذه المنصة إلى تطبيق إكس كورب، تطبيق كل شيء.» ويأمل كثيرون أن تتمكن ياكارينو من جلب بعض الهدوء للمعلنين الرئيسيين الذين أخافهم ماسك بأسلوبه القيادي الصاخب.

وقد أيد مستخدمون لتويتر في ديسمبر الماضي، تنحّي ماسك عن رئاسة المنصة، وفق نتائج استطلاع تعهّد الثري الأميركي المثير للجدل عند إطلاقه بالالتزام بنتيجته. وأتى الاستطلاع بعد أسابيع على توليه المنصب الأعلى في المنصة التي استحوذ عليها في العام 2022
وفي الآونة الأخيرة، جعل ماسك من تويتر جزءاً من شركة تكنولوجية ناشئة أطلق عليها اسم «إكس» على أن تحتفظ المنصة باسمها. وهو يتحدّث باستمرار عن نيته إطلاق تطبيق لكل شيء باسم «إكس» يمزج بين خدمات مختلفة مثل الرسائل والمدفوعات.وأعلن مؤخراً عزمه إطلاق خدمة الرسائل المباشرة المشفّرة عبر تويتر، مع خدمة الاتصالات الصوتية وعبر الفيديو.
ماذا هي فاعلة الآن؟
قبل 7 أعوام كانت رئيسة تويتر الجديدة تتغنى بالقدرات الهائلة للتفلزيون مقارنة بفيسبوك في مجال الإعلانات، وكانت ترى أن الميديا القديمة أفضل وأسرع وأكثر نفوذاً من المنصات الجديدة في التأثير على الجمهور. وعلى الدوام كان شعارها أن العلامات التجارية لا تحب بث إعلاناتها إلى جانب مقاطع الفيديو المثيرة للجدل عبر الإنترنت.