واشنطن (الاتحاد)
قررت صحيفة «وول ستريت جورنال» تغيير سياستها التحريرية فيما يتعلق بصياغة الأخبار والقصص المختلفة التي تنشرها. تعد الصحيفة واحدة من عدد متناقص من المؤسسات الإعلامية التي كانت تتمسك باستخدام الألقاب مع كل الأسماء الوارد ذكرها، سواء كانوا مسؤولين كبارا بحجم رؤساء دول أو شخصيات عادية تعمل في وظائف بسيطة، مثل تنظيف الشوارع أو حراسة البنايات.. اعتادت «وول ستريت جورنال» التي تصدر منذ 1894، أن تسبق أسماء الجميع بلقب السيد أو السيدة عند ذكر الاسم في المرة الثانية مع لقب العائلة.. لا فرق بين الجميع ... بمعنى أنها في المرة الأولى التي تشير فيها للرئيس الأميركي في أي تقرير، فأنها تذكره بالصيغة التالية : الرئيس جون بايدن، لكن عندما يأتي اسمه في المرة الثانية، تستخدم اسمه هكذا: «السيد بايدن»..
لكن يبدو أن إدارة التحرير شعرت بأن هذه العادة تجعل الصحيفة موضة قديمة عند بعض القراء في ظل كل التغيرات الحاصلة، كما أنها تبدو مثيرة للجدل الآن عند استخدام «السيدة» أو «الآنسة». رئيسة تحرير الصحيفة، إيما تاكر أرسلت للمحررين رسالة، قالت فيها إنه اعتباراً من الأربعاء (الماضي) «قررنا عدم استخدام الألقاب التشريفية». وأضافت: كنا نستخدم تلك الألقاب من باب الاحترام «في ظل اعتقادنا الراسخ بأن السيد والسيدة وما إلى ذلك يساعدوننا في الحفاظ على لهجة مهذبة. ومع ذلك، كان الاتجاه بين جميع الصحف والمجلات تقريباً هو الاستغناء عن تلك العادة». وجاء قرار التخلي بعد مشاورات ومداولات بين كبار المحررين عبر السنوات الأخيرة.

وقالت تاكر: «خلص المحررون إلى أن الألقاب في القصص الإخبارية أصبحت بقايا من الماضي أكثر رسمية، وحشر التقارير بعشرات من الكلمات مثل السيد أو السيدة في الجمل يمكن أن يبطئ تمتع القراء بما نكتبه... بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم استخدام ألقاب المجاملة هذه يتماشى أكثر مع الطريقة التي يتواصل بها الناس. إنه يضع الجميع على أساس أكثر مساواة». وطبعاً لا يتم استخدام هذه الألقاب أساساً في القصص التي تتعلق بأخبار الرياضة، إذ سيكون من الغريب جداً أن يكتب المحرر الرياضي في قصة خبرية جمل من نوع «وقد أحرز السيد ميسي هدفه الثاني قبل نهاية الشوط الأول»، مثلاً. لكن سوف تواصل «وول ستريت جورنال» استخدام الألقاب الوظيفية، مثل جنرال وسيناتور وحتى الدكتور (فقط عندما يتعلق الأمر بطبيب)، كما أنه لن يتم الاستغناء تماما عن السيد والسيدة عندما يأتي ذكرهما في اقتباس مثلاً أو ضمن عنوان فيلم أو كتاب.وكذلك ستواصل الصحيفة استخدام الألقاب المهنية والتشريفية عند ذكر الاسم للمرة الأولى، ثم تختفي تلك الألقاب مع تكرار ذكر الاسم. ويشمل ذلك السياسيين ورجال الدين والقضاة. وقالت تاكر «سوف نستخدم البابا فرانسيس في المرة الأولى وفي المرات التالية سنذكر فقط (فرانسيس)، كذلك في المرة الأولى الملك تشارلز الثالث ثم (تشارلز)، الرئيس بايدن/ بايدن... وهكذا»، وبذلك تتبقى فقط «نيويورك تايمز» وحفنة قليلة جداً من الصحف قد لا تتعدى عدد أصابع اليد، التي مازالت تستخدم ألقاباً، مثل السيد والسيدة. ويذكر أن الألقاب كان تمثل دوماً إشكالية للصحافة الأميركية، فقد كانت ألقاب مثل السيد والسيدة، لا تستخدمها بعض الصحف إلا مع البيض فقط، وكانت هذه الصحف في مرحلة ما من تاريخ الولايات المتحدة تشير إلى الأميركيين من أصل أفريقي بصفات تحط من شأنهم وكأنهم ليسوا بشراً.