لكبيرة التونسي (أبوظبي)
مشغولات ومنتجات موزة عبدالله بن حضيبة اليدوية والتراثية، لوحات بصرية تجذب المتلقي وتسافر به إلى الزمن القديم، حيث كانت المرأة سنداً للرجل ومحوراً أساسياً في تنمية المجتمع، وذلك بفعل ذكائها في إعانة نفسها على العيش مستثمرة ما تجود به الطبيعة والبيئة المحلية، أما عن متحفها فيتضمن مجموعة من الدُمى التي صنعتها يدوياً بأفكارها الملهمة فكرتها التي تجسد عادات وتقاليد وطقوس المجتمع الإماراتي قديماً.
تشكل دُمى بن حضيبة التراثية جسراً يربط بين الماضي والحاضر، فهي ترمز إلى عادات وقيم عليا، لاستكشاف إرث الأجداد والتطلع نحو المستقبل عبر متحفها الحي، حيث نجحت في تمثيل مشاهد تاريخية للحياة اليومية التي عاشها الأسلاف في «الفرجان»، وما تخللها من عادات وتقاليد وأفراح. كما أعادت إحياء الصناعات النسائية وما يحوط بها من طقوس ضمن حياة اجتماعية تميزت بالترابط والتعاون بين أهل الفرجان، وإعادة تمثيل الدور الذي كانت تقوم به المرأة في مختلف مناطق الإمارات.

صون الموروث
أكدت بن حضيبة، أن اختيارها لصناعة الدُمى التراثية والمشاركة بها في مختلف المعارض والمهرجانات، نابع من اهتمامها الدائم بالتراث، وبالأفكار التي تعكس الموروث الأصيل، موضحة أنها تبني حواراً خاصاً مع الجمهور خلال المهرجانات التراثية أو اقتناء المجموعات القديمة من أماكن مختلفة، والاحتفاء بها حفاظاً على التراث. ولفتت إلى أن الدُمى التي تبدعها تمثل حياة الأولين، وتنقل صورة عن الحياة الاجتماعية في السابق، فكل دمية تمثل حرفة معينة، ليظهر متحفها بزينته متضمناً الملابس التراثية، وبعض أدوات الطبخ على النار وجلب الحطب والماء من البئر وسواها من مشاهد الزمن الجميل.

طابع محلي
بملامحها العربية وملابسها التراثية القديمة، تجذب بن حضيبة الكبار والصغار، بأعمال تحمل أدق التفاصيل، فقد صممت دُمى بطابع محلي، لإحياء التراث والحفاظ عليه، مؤكدة أن حبها لعملها جعلها تغوص في الموروث القديم وتستلهم منه أفكارها، لصناعة دُمى تعكس ثراء الثقافة الإماراتية والعادات والتقاليد الأصيلة، لتظهر وهي ترتدي الأزياء الإماراتية التقليدية، مثل البرقع والشيلة والعباءة والجلابية المشغولة بالتلي، لتشارك بإبداعاتها في الاحتفالات الوطنية والتراثية، لتسليط الضوء على الحياة القديمة، والحفاظ على الفنون والأزياء الشعبية التراثية من الاندثار.

صور حية
ترى بن حضيبة أن الحفاظ على الموروث ضمن طقوسه الأصيلة مسؤولية مجتمعية، ولاسيما من جانب الحرفيين والحرفيات، حيث يحرص كل حرفي على استدامة هذا الإرث للأجيال، مؤكدة أنها اختارت صنع الدُمى بهذه الطريقة المميزة، لتقدم رسالة لمختلف فئات المجتمع، لذلك تحرص على اختيار ملابس الدُمى وتزيينها بالذهب، وتبدع في تصميم العباية «السويعية»، والشيلة «المنقدة» وسواها من التفاصيل التي تضع المتلقي في قلب الماضي، إلى جانب تعزيز المشهد بصور حية وأدوات حقيقية، أهمها «المنحاز» وآلة الخياطة وإبريق الشاي ودلة القهوة والحناء.

شغف
من الحرف التي تجسدها موزة عبدالله بن حضيبة في متحف الدمى، قرض البراقع، الخياطة اليدوية عبر «الكرخانة»، صناعة التلي، دق الحناء، خض السقا، إضافة إلى صناعة الدُمى القماشية التي تُعتبر واحدة من أقدم الحرف اليدوية التي مارستها الجدات في الماضي. ويعود شغفها بصناعة الدُمى لما تحمله هذه الحرفة من قيمة تراثية ولارتباطها بالذاكرة الوجدانية لأهل الإمارات.