لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يحتفي الشاب عبدالله سعيد المهيري، مخرج ومصور مبدع، بالموروث الثقافي للمجتمع الإماراتي بطريقته التفاعلية الخاصة، حيث يسلط الضوء على مفاهيم واتجاهات معينة، وسط أجواء تمزج بين الأنشطة الاجتماعية والثقافية والترفيهية، والألعاب الشعبية والحديثة، عبر الصورة، ضمن استوديو تقليدي يجذب الزوار لخوض تجربة فنية متفردة عبر منصته الإبداعية، داعياً مختلف الفئات العمرية لاستكشاف عادات وتقاليد وطقوس مجتمع الإمارات والغوص فيها. 
المهيري يعيد إحياء المشاهد القديمة التي عايشها أو سمع عنها، ويجسدها في معرض مصور في مختلف الفعاليات والأنشطة التي يشارك فيها، يعشق التصوير الفوتوغرافي، لدرجة أنه تخلى عن دراسة الهندسة، ليبدأ في التفرغ لمشروعه الخاص الذي يبرز قيم الكرم والضيافة والفرح والتجمعات العائلية والشبابية، ويكشف أسرار الألعاب القديمة والحديثة أيضاً، مقدماً تجارب قوية محفزة للتفكير، تتمحور حول أسلوب حياة المجتمع الإماراتي، مانحاً الفرصة لضيوفه حرية اكتشاف هذه الأجواء وتطورها عبر التسلسل الزمني، من خلال بعض الصور التي تبرز ملابس الجد والجدة مثلاً، وكذلك الأب والحفيد.
ذكريات زمان
وعبر معرضه التفاعلي الذي يشارك به المهيري في الكثير من الفعاليات، يقدم لمحة عن الثقافة العربية، وجانباً من العادات والتقاليد، وصوراً بصرية من طقوس المجتمع، ليترك المجال للمتلقي حتى يتفاعل مع صوره الإبداعية، ووضع إطار زمني لها، وعبر الاستوديو الذي صممه على الطريقة القديمة، يمارس هوايته في التقاط صور فورية للزوار الراغبين في ذلك، ويقدمها لهم في التو واللحظة دون تدخل أو إضافات، ليستعيد جمهوره ذكريات زمان بأدواته البسيطة، ويقاسمه أفكاره الإبداعية، كما يستقبل آراءهم برحابة صدر ويطورها ويعيد صياغتها ليعرضها في معارضه المقبلة. 
تراث معنوي
ويتحدث المهيري عن مشروعه الإبداعي، قائلاً «أقدم تجربة تفاعلية مختلفة عبر معرض تصوير يجسد الثقافة الشعبية العربية، ومدى الترابط الأسري والعلاقات الاجتماعية بين الشعوب، كما ألتقط أفكار الناس وأطورها وأبني عليها، وأمارس شغفي بالصورة التي أعرضها من صميم المجتمع، وتجسد جانباً من حياتنا، ليسهم مشروعي في الحفاظ على التراث المعنوي، تأكيداً على أهمية الارتباط الثقافي والنفسي بالماضي بجمالياته وحميميته، مما يضع الزوار أمام متحف مصغر من عادات وتقاليد، ويكشف أنماط العيش التي لم تقاوم الزمن ولا يتخلى عنها الشباب، في خطوة لإطلاع الجمهور على تاريخ الإمارات وتراثها الغني، وهذه مساهمة بسيطة لإبراز موروثنا وتعزيزه لدى الشباب بطريقة جاذبة. 
قصص الأجداد
يسرد عبدالله المهيري، قصص الأجداد في أجواء متفرّدة، تضع الحدث في قالب إبداعي، فإلى جانب عرضه لمجموعة من الأدوات التي استُخدمت قديماً، يقدم عدة مفردات وعناصر تراثية تجعل الجمهور يتفاعل معها، في خطوة لإحياء التراث والتقاليد الأصيلة، مقدماً تجربة تحاكي الحياة قديماً، يرافق معرض بسيط لأدوات كان الأجداد يستخدمونها في السابق، مثل الراديو القديم الذي ارتبط به والده، وكاميرات التصوير وسواها.