عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
حرائق وجفاف..
سيول وعواصف.. 
ذوبان جليد..
احترار الأرض..
مشكلات لا حصر لها بسبب التغير المناخي، بسبب الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النشاط البشري، خاصة الصناعة بالدول المتقدمة وبسببها تتأثر أنشطة الحياة كافة، وتتعرض الكائنات لأخطار عديدة من نقص الغذاء إلى الانقراض، لذلك يدق المتخصصون ناقوس الخطر بضرورة إنقاذ الكوكب.
على المستوى العربي، ظهرت مبادرات لإعلاء قيم الحفاظ على البيئة خاصة مع تنظيم دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر المناخ، وظهور مصطلح «التعليم الأخضر»، الذي يهدف إلى إيجاد مناهج مخصصة للتوعية والحفاظ على البيئة، ودعم السلوك الجمعي للاستخدام الأمثل للموارد.

وأوضحت، مريم الصادق المتخصصة في نشر مبادرات التعليم الأخضر والتوعية البيئية، أن هذا النوع من التعليم عبارة عن مناهج تساهم في جعل المجتمعات أكثر وعياً بالمخاطر البيئية ومن ثم يشكل وعياً ومعرفة بالحفاظ على البيئة، من خلال التعريف بالمصطلحات مثل التغير المناخي على سبيل المثال، ويسهم دمج التعليم الأخضر بالمناهج بشكل كبير في التوعية.
وأضافت لـ «الاتحاد الأسبوعي»، أن التعليم الأخضر يعمل على اقتراح مبادرات بيئية حول استخدام الطاقة النظيفة والتعامل مع المياه والبلاستيك، وبناء سلوك للحفاظ على البيئة، وطرح مبادرات التشجير التي هي بالأساس نبتت داخلنا من التعليم الأخضر. 
وأشارت مريم إلى أن التعليم الأخضر مستقل بذاته أو يتم دمجه في الدراسة وهو موجود في أغلب الدول العربية التي اتجهت لوضع فصول ضمن مواد علمية تؤكد على الحفاظ على البيئة، فيما تستخدم الأندية والمبادرات مناهج مستقلة للحديث عن الوعي البيئي وتنميته.

وأظهرت دراسة أصدرتها منظمة «اليونسكو» في 2021 شملت 50 بلداً في العالم، أن أكثر من نصف المناهج المعتمدة لا تحتوي على أيّ ذكر لقضية «تغيّر المناخ»، وهذا ما دفع المنظمة إلى وضع هدف جديد، وهو جعل التعليم البيئي عنصراً أساسياً في المناهج الدراسية في جميع البلدان بحلول العام 2025.
وفي هذا السياق، قال شادي خليل مؤسس «جرينش» المؤسسة العربية المتخصصة في نشر الوعي والتنمية البيئية في العالم العربي، إن التعليم الأخضر يؤدي إلى زيادة الوعي العام، بما يسفر عن المعرفة البيئية ويؤثر بشكل كبير على اختيارات الناس مع الوقت، ويخلق فرصاً لوجود ابتكارات وحلول للمشكلات البيئية المزمنة.
وأضاف خليل أنه عندما ننظر إلى الأطباء، المهندسين، المعلمين، الخريجين بشكل عام، فإذا كان تعليمهم معتمدا على الوعي البيئي الذي هو بالأساس معروف باسم التعليم الأخضر، تجد أن كافة قرارتهم مبنية على هذا الأمر، وتجد بالتالي سلوكاً مجتمعياً عاماً مع الوقت واعياً بالتنمية البيئية وعدم تلويثها.
وأشار إلى التعليم الأخضر كمصطلح يتم استخدامه للتعريف بالبيئة بشكل عام لجميع الأعمار وخاصة الأطفال، حتى يتم التوسع واختيار موضوعات بعينها مثل التغير المناخي والطاقة المتجددة وغيرها، وهناك نوع منه يتعلق بالتنوع البيولوجي واستخدام المياه يتم تدريسه للطلاب وعمل مشروعات حول نفس الموضوعات وبالتالي المعرفة الكاملة وخروج متخصصين حول الاستخدام الأمثل لهذه المجالات.