علي عبد الرحمن (القاهرة)
لم يكن نجيب الريحاني مجرد ممثل أو «مشخصاتي»، يؤدي شخصية درامية أو يلعب دوراً في المسرح أو السينما، إنما كان مدرسة فنية نهلت من خبراته أجيال من المبدعين بالوطن العربي، فهو بحق رائد وزعيم المسرح الفكاهي.
ولد نجيب إلياس ريحانة في 21 يناير 1889 بحي باب الشعرية بالقاهرة، لأب عراقي وأم مصرية، وتلقى تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسية، وتأثر بالأدب العربي والفرنسي، وانضم إلى فريق التمثيل بالمدرسة، وتم إسناد رئاسة الفريق له.
وهو في الـ 16 من عمره توفي والده، فاضطر للعمل «كاتب حسابات» بالبنك الزراعي، وفي تلك الأثناء تعرف الريحاني على المخرج الشامي عزيز عيد، وتعلم فنون الكتابة المسرحية والإخراج والترجمة والتمثيل بشكل احترافي، وشكلا ثنائياً كوميدياً على مسرح «دار التمثيل العربي» المعروف باسم مسرح الشيخ سلامة حجازي، وأسندت إليهما فقرة الاسكتشات الكوميدية.
وفي عام 1916، عرض عليه استيفان روستي مشاركته بالعرض المسرحي «خيال الظل»، ليقدم شخصية «خادم بربري»، وبعدها تعاقد مع إدارة المقهى على تقديم شخصيته الشهيرة «كشكش بيك». وفي عام 1918 أسس فرقته المسرحية وقدم مع بديع خيري عشرات المسرحيات، أهمها «الستات ما يعرفوش يكدبوا» و«حسن ومرقص وكوهين».
بدأ الريحاني رحلته مع السينما عام 1931 عندما حول أحد عروضه المسرحية إلى فيلم، وقدم شخصية «كشكش بيك» في «صاحب السعادة كشكش بيك»، واستغل نجاح الشخصية وقدمها مرة أخرى بفيلم «حوادث كشكش بيك»، ومرة ثالثة في فيلم «بسلامته عاوز يتجوز».
تعاون الريحاني مع المخرج نيازي مصطفى في فيلمي «سلامة في خير» و«سي عمر»، كما قدم مع المخرج ولي الدين سامح «لعبة الست» و«أحمر شفايف»، واختتم مسيرته السينمائية بفيلم «غزل البنات» أحد أعظم كلاسيكيات السينما المصرية.
تم اختيار 3 من أفلامه: «غزل البنات» و«سلامة في خير» و«سي عمر»، ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية.
توفي الريحاني في يونيو 1949 بعمر الـ 60 عاماً إثر إصابته بداء التيفوئيد، وشيعه أكثر من 5 ملايين شخص، وأمر الملك فاروق بتصوير جنازته بفيلم مدته 18 دقيقة.