أحمد عاطف (القاهرة)
يتميز مسجد «بورصة» الكبير في تركيا، بـ 20 قبّة مرتبة على 4 صفوف في كل صف 5 قِباب مدعمة بـ 12 عموداً. ويُعتبر المسجد أحد أهم إبداعات العمارة الإسلامية العثمانية في مراحلها المبكرة.
ولمسجد «بورصة» الكبير اسم آخر يتداوله الأتراك وهو «أولو جامع» أو «جامع ييلدرم بايزيد»، ومعناه «الجامع الأعظم». وهو مسجد تاريخي على تل مرتفع في مدينة «بورصة»، التي كانت عاصمة العثمانيين وقت إتمام البناء، على يد السلطان العثماني بايزيد الأول الملقب بـ «الصاعقة» على مُخطط «نمط بورصة» المعماري.
ويُقال إن سبب بناء القِباب الـ 20، أنه في العام 1396 قام ملك المجر وحلفاؤه الأوروبيون بمهاجمة قلعة «نيكوبوليس» بجيش كبير وكانت القلعة حينذاك تابعة للعثمانيين، وحينها قام بايزيد «الصاعقة» وأخ أحد السلاطين العثمانيين بتجهيز جيش للدفاع عن القلعة وصد هجوم ملك المجر وحلفائه، ونذَر بايزيد في دعائه بعد الصلاة أن يبني 20 مسجداً في حال انتصاره على أعدائه. وهو ما حدث بالفعل وبعد عودته إلى مدينة بورصة، اقترح عليه مستشاره أن يبني مسجداً واحداً كبيراً له 20 قبّة، بدلاً من بناء 20 مسجداً صغيراً وفاءً لنذره.
يتميز المسجد بنقوش خيالية تشمل 192 نقشاً خطياً على الجدران، قام بإنشائها أشهر الخطاطين العثمانيين، وكذلك لوحات صغيرة وكبيرة على الجدران والأعمدة، إضافة إلى نافورة ماء للوضوء، فوقها قبّة يعلوها منور لإدخال الضوء الطبيعي إلى الغرفة، ما يسهم في إضاءة المسجد من الداخل.
وكان التصميم الأول لقبّة المسجد المتوسطة قد اعتمد على الشكل المفتوح، بغرض تجميع مياه الأمطار وتصريفها تحت القبّة، ثم إغلاقها بالزجاج لتسمح بمرور ضوء الشمس لإنارة المسجد. وتظهر هندسة المسجد عموماً على شكل مستطيل مساحته 5 آلاف متر مربع.
والمسجد مؤلف من 6.666 قطعة محفورة وبارزة ترمز بمجموعها إلى الكون والمجموعة الشمسية، وتُعتبر مدينة بورصة أول عاصمة للإمبراطورية العثمانية، وهذا سر امتلاكها ثروة من العمارة القديمة.