خولة علي (دبي) 
بذل محمد خميس الكعبي الكثير من الجهد والعطاء في مجالات التطوع، الذي يراه كمنهج حياة في مختلف الأعمال الإنسانية والخيرية، متخذاً من والديه قدوة له. نشأ على حب العطاء والتكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين، وأشرف على الكثير من المساعدات الإنسانية داخل الدولة وخارجها، وهو مدير عام جمعية الإمارات للسرطان، ومثّل الدولة في مشروع إعادة الامل في عدن باليمن، كما ترأس قسم الاستجابة للكوارث في هيئة الهلال الأحمر. وأسهم في مساعدة دول عدة شهدت كوارث طبيعية، ووجد سعادته في التطوع ليغرس بذوره في نفوس الأجيال. 
يرى محمد الكعبي أن التطوع كلمة تحمل الكثير من الدلالات والمعاني الإنسانية، التي تستوجب على الفرد العطاء وفق إمكانياته وقدراته. ويقدم ما يستطيع بقلب محب للآخرين، عبر استغلال الفرص التطوعية التي توفرها الدولة تشجيعاً للأفراد على المشاركة والمساهمة فيها، وهي كفيلة بأن تجلب السعادة للمتطوع نفسه.

وعن بدايته في العمل التطوعي، يشير الكعبي إلى أنه منذ الصغر نشأ في بيئة تحرص على التكافل الاجتماعي، فوالده «رحمه الله»، خدم المجتمع كمتطوع من خلال خبراته الكبيرة في الطب الشعبي البديل، فكان يعالج المرضى بالمجان، وبعد وفاته سارت والدته على نهجه. وهي ما زالت تواصل مسيرتها من دون مقابل، لرغبتها في مساعدة المرضى بعلمها ومهاراتها في مجال الطب الشعبي. ويعتبر أن التطوع أسهم بشكل كبير في كيفية توجيه مساره في خدمة وطنه في الداخل والخارج، فقد صنع منه محاضراً ومتحدثاً رسمياً لعدة جهات، كما أنه خطيب أكبر جامع في العين، وقائد للكثير من الحملات الإنسانية والخيرية. 
مشاريع تطوعية 
من المجالات التطوعية التي شارك فيها الكعبي، مشروع «إعادة الأمل» في عدن باليمن يبن عامي 2015 و2019، وإشرافه على حملة «رمضان أمان» على المستوى الدولي عبر 9 دول في 3 قارات. وحالياً هو رئيس قسم الاستجابة للكوارث في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على مستوى العالم، ويفاخر بما تملكه الإمارات من إمكانيات بشرية وتجهيزات هي الأفضل عالمياً. 
ويؤكد الكعبي أن هنالك فئة في المجتمع تنظر إلى المتطوع على أنه شخص يُضيّع وقته فيما لا يفيد، وهناك من يرى أن العمل التطوعي يتم استغلاله والمتاجرة به، ولكن بفضل الله ودعم القيادة الرشيدة أصبحت للمتطوع مكانة كبيرة، إذ يشارك في المحافل العالمية التي تستضيفها الدولة مثل «إكسبو 2020»، الذي شهد مشاركة 40 ألف متطوع خلال فترة انعقاده، وسواه الكثير من المهرجانات والفعاليات الرياضية الدولية، التي ترك فيها المتطوع بصمة نجاح.

مواقف صعبة
من المواقف الصعبة التي مرت على الكعبي في إحدى رحلاته التطوعية، كانت خلال فيضانات وسيول السودان عام 2022، حيث تشرف برئاسة وفد لتقديم العون وإغاثة الأهالي الذين تقطعت بهم السبل. وأثناء عمله التطوعي في شرقي السودان، عاش وفريقه، لمدة 3 أيام من دون مأوى، لكنهم شعروا بفرحة عامرة بعدما حققوا الهدف بإنقاذ الكثير من الأهالي، وتحقيق رسالة الإمارات الإنسانية. وموقف آخر له في عدن عام 2015، حيث كان يوزع الطرود الغذائية، وإذ بامرأة في العقد التاسع من عمرها، ما أن استلمت المخصص لها من غذاء ودواء ومساعدات مختلفة، حتى رددت: «الله يرحم زايد.. الله يرحم زايد»، فأدرك الكعبي أن زايد الخير لا يزال حياً في قلوب الشعوب بسيرته العطرة. 
حقوق المتطوعين
يشارك الكعبي في تدريب وترسيخ مفهوم العمل التطوعي الصحيح بين أفراد المجتمع وطلبة المدارس والجامعات، بعدما أصبح العمل التطوعي مقرراً في المناهج التعليمية. ويوضح أن التطوع أحد وسائل رد الجميل للوطن، ويتطلع إلى تأسيس مظلة خاصة لحفظ حقوق المتطوعين وإقامة معاهد تدريب خاصة، لأن التطوع يصقل مهارات الشباب ويجهزهم لسوق العمل.
إنجازات
من أهم الإنجازات التي حققها محمد الكعبي، إعادة نشاط جمعية الإمارات للسرطان، بعد توقفها لمدة عامين، وحالياً لها 4 مكاتب في أبوظبي والعين وعجمان ورأس الخيمة، ويسعى إلى افتتاح فرع خامس في النصف الأول من العام الجاري في دبي. والجمعية تعمل على خدمة ودعم المرضى نفسياً ومالياً واجتماعياً، مع توعية المجتمع بأهمية الفحص المبكر.