عبد الله أبوضيف (القاهرة)
يقع مسجد «وزير خان»، بمنطقة جانغ في البنجاب بباكستان، ويُعتبر أحد أشهر المساجد في العالم. بدأ بناؤه عام 1634 في عهد السلطان شاه جهان، واستغرق نحو 7 أعوام، وسمي باسم حاكم البنجاب في تلك الفترة، حكيم علم الدين أنصاري، المعروف بـ«وزير خان». تأثرت عمارة المسجد بالفترة التاريخية التي تم بناؤه فيها، فهو من أكثر المساجد المزخرفة في عهد المغول، ويُعتبر من بين أجمل مساجد باكستان وأكثرها زخرفة بفضل فسيفسائه التي جمعت الزخارف النباتية بالزخارف الخطيّة مُتعدّدة الأشكال والألوان. وتعكس إبداعاته روعة التمازج الحضاري الهندي المغولي الإسلامي على أرض البنجاب.
تتزين القاعة الرئيسة بشكل غني باللوحات الجدارية المغولية، فيما تبقى سمته المعمارية المهمة، استخدام المآذن في كل ركن من أركانه الـ 4، ولم يسبقه في ذلك أي مسجد في لاهور، فيما يصل طول الجداريات داخله حتى 130 قدماً وعرضها 42 قدماً، مقسمةً إلى 5 أقسام مصطفة في ممرٍ طويل واحد يمتد من الشمال إلى الجنوب.
يشتهر المسجد بأعماله «المعقدة» من بلاط القيشاني المعروف باسم «كاشي كاري»، وأسطحه الداخلية المزينة بالكامل بلوحات جدارية متقنة من العصر المغولي. وتم تزيين الجزء الداخلي بشكل غني باللوحات الجدارية، والجزء الخارجي ببلاط على الطراز الفارسي.
وكتب المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي عن المسجد في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، قائلاً إنه يحتوي على سمات غريبة مثل دمجه لـ22 متجراً في مخططه الأرضي تقع على جانبي المدخل، وتشكل سوقاً بممر مرصوف بالطوب، ليصبح حياً تجارياً ينبض بالحياة حتى الآن.
ويشير الجبرتي إلى أن قاعة الصلاة تقع في القسم الأوسط من المسجد، ويبلغ ارتفاع القبة 31 قدماً وقطرها 23 قدماً، وترتكز على 4 أقواس مزينة بالزخارف، ما يجعلها من أكثر القباب سحراً.
وفي عام 1993 تم إدراج المسجد ضمن آثار التراث المحمي لقسم الآثار في البنجاب، ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو».