حسونة الطيب (أبوظبي)
لن يطول البحث للعثور على تحفة تذكارية من بدايات القرن الماضي، أو قطعة ثمينة بتكلفة معقولة، فضلاً عن معروضات لن تخطر ببالك أبداً قبل المجيء لسوق إزمايلوفو الشعبي في العاصمة الروسية موسكو.
تعتبر روسيا، واحدة من بين أكثر البلدان في العالم، التي تزخر بالتباين الغني بالعديد من التجارب المختلفة. ومع أنها حافلة بالأسواق، إلا أن سوق إزمايلوفو، ينفرد بكونه يتميز باحتضانه، للفن الروسي والصناعات اليدوية والقطع الأثرية واللوحات وغيرها من السلع الكثيرة والمتعددة.

وبجانب الهدايا التذكارية المختلفة، يعرض السوق، التحف، دمى ماتريوشكا الروسية المصنوعة من أنواع الخشب البتولا، قبعات الفراء، السجاد القوقازي، الساموفار (غلاية الشاي الروسية التقليدية)، التذكارات السوفيتية، واللوحات الفنية، حيث يأتي الفنانون والحرفيون من جميع أنحاء روسيا إليه لعرض منتجاتهم. 
يعود تاريخ السوق، الواقع بالقرب من كرملين إزمايلوفو وحديقة إزمايلوفسكي، للقرن السابع عشر، حيث يعتبر مركزاً للتحف والقطع التذكارية والحُلي والكتب القديمة والشمعدانات البرونزية. كل هذا، يُعرض وسط مهرجانات للموسيقى والفنون الروسية، التي تشكل جزءاً من تاريخ موسكو.
ويحتضن السوق، العديد من المصممين ومُحبي جمع القطع الأثرية والتذكارية، بجانب فنيو الديكور، ما يُكسبه جواً مفعماً بروح التراث الروسي الغني. ويضم السوق بين ممراته، متاجر تبيع منتجات من الخزف، نُقش أو طُبع عليها، مجموعة من صور أشهر معالم موسكو مثل، الكريملين والساحة الحمراء وكاتدرائية سانت باسيل.

يوجد عند مدخل سوق إزمايلوفو، مدفعان مزينان بألوان حمراء وزرقاء وجسر مائل نحو الأعلى يُفضي إلى بوابة، تقود لعالم من القرون الوسطى، لتختلط القصص الخيالية بالواقع، حيث كرملين إزمايلوفو، الذي يطلق عليه، «متحف المتاحف»، بجانب 7 متاحف أخرى.
يتكون سوق إزمايلوفو، من ثلاثة طوابق، يتم في الأرضي، بيع الفن الشعبي وغيره من الهدايا التذكارية الروسية النموذجية، وفي الثاني، الملاعق ومعدات الكاميرا العتيقة وغيرها، بينما يضم الأخير، بعض تجار التحف، فضلاً عن الأعمال الفنية الأصلية والسجاد القوقازي.
لا يقتصر التسوق في هذا السوق على الكبار فقط، بل حتى الأطفال الذين يحبون شراء الهدايا التذكارية، التي تكثر في سوق إزمايلوفو، بداية من دُمى ماتريوشكا، قبعات الفرو للأطفال، الألعاب الخشبية الروسية الكلاسيكية، وحتى شخصيات الحيوانات الصغيرة المعروفة لدى الأطفال.
في كثير من الأحيان، يصنع البائعون، منتجاتهم بأنفسهم، أو يساهمون في نشاط تجاري عائلي. وهؤلاء الناس، لن يبيعوا لك الفن الشعبي أو القطع التراثية والتذكارية فحسب، بل يقدموا لزائر هذا السوق، قصة ترافقه بقية حياته، مما يجعل الهدايا التذكارية أكثر خصوصية وقيمة فنية.