أحمد عاطف (القاهرة)
يتصدر مسجد باريس الكبير معالم العاصمة الفرنسية، بتصميم هندسي مذهل على الطراز الإسباني المغربي، ترتفع مئذنته لنحو 33 متراً، ويحتوي على فناء محاط بأروقة منحوتة على طريقة قصر الحمراء في غرناطة، وتتميز قاعة الصلاة فيه بديكوراتها الفريدة وسجادها الرائع.
يعود تشييد مسجد باريس الكبير إلى ما بين أعوام 1922 و1926 في الحي اللاتيني على مرمى حجر من متحف التاريخ الطبيعي، ويعتبر أكبر مسجد في فرنسا، تم تصميمه تكريماً للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تدشينه يوم 15 يوليو 1926 على يد الرئيس الفرنسي جاستون دومارج والسلطان المغربي يوسف بن الحسن.
بُني هذا الصرح الإسلامي على مساحة 7500 متر مربع، مكان مستشفى الرحمة الذي تم نقله عام 1911 إلى مكان آخر، وتوجد في المدخل الرئيس حديقة مساحتها 3500 متر مربع، تُذكّر بحدائق قصر الحمراء في غرناطة، كما هو حال النقوش التي تغطي جدران المسجد من الداخل، خاصة البهو الكبير خارج قاعة الصلاة.
ويغلب على نقوش المسجد الباريسي اللون الأزرق، واللون الأخضر تم استخدامه لتزيين شرفات البهو الذي تتوسطه نافورة عملاقة.
أما قاعة الصلاة في المسجد، فهي تحفة معمارية تجمع بين الطابعين القديم والحديث، حيث تم الاحتفاظ بالطريقة التقليدية في الإنارة، وتوجد ثُريا معلقة في القبة تزن 300 كيلوجرام، كما يوجد على يمين المحراب منبر هدية من الملك فؤاد ملك مصر. وتذكر الروايات التاريخية أن المسجد خلال الحرب العالمية الثانية تمكن من إيواء ما يقرب من 1600 من اليهود الفارين من النازيين، ويتبعه معهد إسلامي تأسس عام 1922، وموّلته الدولة الفرنسية بـ500 ألف فرنك، ويضم مكتبة وقاعة للمؤتمرات والدراسة، فيما بلغت التبرعات التي حصل عليها المسجد 200 ألف يورو، معظمها جاء من مسيحيين فرنسيين.