خولة علي (دبي)
وجدت عائشة شريف المرزوقي سعادتها في العمل التطوعي الذي فتح لها آفاق التواصل مع أفراد المجتمع لتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم، لذا تفرغت بعد تقاعدها من عملها كمحامية ومستشارة قانونية لدى محاكم دبي، وكمستشارة قانونية لدى إدارة مكافحة الفساد في موانئ دبي العالمية بجبل علي، لتسهم في تحقيق المزيد من النجاحات. وتواصل رحلتها مع التطوع لرغبتها بأن تكون شريكة في عالم العطاء الذي لا يتوقف.
قيمة إنسانية
ترى عائشة المرزوقي أن التطوع قيمة إنسانية عظيمة، وصفة ساهمت في تطور الحضارات، ولا بد أن يعمل كل فرد من خلال منظومته المجتمعية في كيفية تطويع طاقته وقدراته، واستغلال ما يتمتع به من معارف وعلوم ومهارات لتسخيرها في الارتقاء بالفرد كنواة الأسرة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل.
وتؤكد المرزوقي أن رحلة عطائها لا تتوقف، فهي تسعى لأن تكون فرداً فعالاً في محيطها، متخذة من سلم العمل الخيري بوابة تقودها نحو مجالات التطوع والعطاء، حيث إن مد يد العون ومساعدة المحتاجين قيمة إنسانية عالية، ومن الجميل أن يشعر المرء بالآخرين وأن يكون سبباً في رفع معاناتهم وسد عوزهم. وهي تشعر بسعادة غامرة، عندما تجد البسمة قد علت وجوه المحتاجين.
«شكراً لعطائك»
سنحت الفرصة للمرزوقي لتتطوع في مختلف المبادرات التي تطلقها المؤسسات والهيئات تحت مظلة الجهات التطوعية، لتكون بذلك عضواً مؤسساً في فريق «شكرا لعطائك» التطوعي، ونائب رئيس لجنة السعادة والإيجابية، والمشرف العام لإمارة أبوظبي. ونتيجة لمساعيها مع فريقها التطوعي، ساهمت في جعل مهمة العمل التطوعي أكثر رقياً وسعادة وإيجابية وعطاءً، لتقدم الكثير من المبادرات الاجتماعية والإنسانية الهادفة، مشيرة إلى أنها شاركت في الكثير من الأعمال رغبة منها في العطاء بشكل مستمر.
موقف إنساني
وتقول المرزوقي إنها في بداية عملها في المجال القانوني، وقفت إلى جانب مجموعة من العمال، وبدأت في مساعدتهم للحصول على حقوقهم المادية، رغم عدم قدرتهم على دفع أتعاب المحاماة، حتى نجحت في استرجاع مستحقاتهم. ولا تنسى فرحتهم ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، حيث غمرت قلبها سعادة لا توصف.
تكافل وتراحم
وتؤكد المرزوقي أن العمل التطوعي يقوي أواصر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع، ويعمل على تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن، والتكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، لذا تستثمر أوقات فراغها في عمل مفيد، وتسعى إلى غرس بذور التطوع في نفس ابنتيها سلامة وشمة، لتسيرا على نهج والدتهما وتؤمنا بأهمية العمل التطوعي في تطوير قدراتهما وتنمية شخصيتهما لتتمكنا من مواصلة طريقهما بكل ثقة وثبات.
منظومة
توفر الإمارات بيئة تطوعية فعالة ومتميزة، من خلال تنظيم آليات العمل التطوعي على مستوى الدولة، ونشر الوعي وتشجيع شرائح المجتمع كافة على المشاركة في العمل الخيري، ضمن معايير مهنية ثابتة وبيئة محفزة على العطاء، ليكونوا أكثر قدرة ومعرفة بالمهام التطوعية ودورهم فيها، ما يسهم في توجيه الطاقات البشرية بشكل هادف وأكثر إنتاجية.
«دثروهم»
تلفت عائشة المرزوقي إلى أنه من أجمل المبادرات التي شاركت بها، وللعام الخامس على التوالي، مبادرة «دثروهم»، التي تهدف إلى توفير كسوة الشتاء لفئة العمال. ففي كل عام يتم اختيار إحدى إمارات الدولة، بالتعاون مع الجهات الحكومية الرسمية لمنح العمال كسوة الشتاء.