لكبيرة التونسي (أبوظبي)
نجح «رواق رمضان» في نسخته الخامسة، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بمنارة السعديات، في استقطاب الشباب بشكل لافت، ضمن أجواء استثنائية مجتمعية وتفاعلية وثقافية وترفيهية، وهذا الرواق الذي اختُتمت فعالياته، أمس، سيعود من جديد خلال الفترة من 13 إلى 16 أبريل الجاري، بمجموعة من الأنشطة المستوحاة من روح المجتمع الإماراتي، والتي تتمثل في الكرم وحسن الضيافة والتجمعات العائلية والشبابية، ليتناول الزوار المأكولات الشعبية، ويطلعون على المشاريع والأفكار الجديدة وممارسة الألعاب القديمة والحديثة أيضاً، ويتبادلون الأفكار والخبرات، وقد شهد «رواق رمضان» تجمّع شباب أبوظبي للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية وممارسة الألعاب والفنون، ضمن تجربة غامرة معاصرة لقضاء أمسيات تعزز أجواء التواصل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل.
يستكشف مجتمع الشباب في أبوظبي خلال «رواق رمضان»، ثقافات وأشكالاً فنية مختلفة، من خلال زيارة معرض منارة السعديات «اللقطة: التصوير الفوتوغرافي عبر الزمن»، ومعرض الأعمال الفنية التركيبية الحالي «زهور»، والاستمتاع بمجموعة متنوعة من العروض الموسيقية يومياً، منها حفل رمضاني حصري لـ«بيت العود» و«المالد الإماراتي»، كما يحظى الضيوف أيضاً بفرصة اكتشاف التعرف على ثلاثة أعمال تركيبية فريدة، هي «ري-بورن»، و«الآلات الهادئة»، و«هولو لومينا» المقدم من «هايبريد اكسبيرينس»، والتي تقدم في مجملها تجارب محفزة للتفكير تتمحور حول الاستدامة وحماية البيئة، وإعادة التدوير والاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا.
«بيت القهوة»
يقدم «بيت القهوة» ورشة عمل تفاعلية للزوار تشمل صنع القهوة باستخدام مجموعة متنوعة من المكونات المحلية، حيث تستقبل الضيوف بنكهتها المميزة، وبترحاب وحب كبيرين، ويتم تقديمها ضمن طقوس وتقاليد أصيلة، تأكيداً على أهمية الارتباط بالماضي بجمالياته وحميميته، حيث تعكس جلساتها فن العيش الإماراتي وألق حضورها في المجالس الرمضانية، وقد تم تصميم مبادرة «بيت القهوة» لتكون بمثابة محاكاة لإحياء طقوس القهوة العربية، بالشكل المتعارف عليه في مجتمعاتنا القديمة، لتوثيق وحفظ الممارسات التي ارتبطت بمجالس القهوة وترمز إلى الكرم والضيافة.
استديو التصوير
إلى جانب ما تتيحه الفعالية من أجواء ثقافية وترفيهية، فإنها تفتح المجال لأصحاب المشاريع الشبابية والأفكار الإبداعية للتعريف بمشاريعهم أمام الزوار، ومن هؤلاء عبدالله المهيري، مخرج إبداعي، والذي يحيي فكرة استديو التصوير قديماً في قالب معاصر، حيث يتعرف الزوار على هذه التجربة وتاريخها ويلتقطون الصور الفورية ويتسلمونها في عين المكان، إلى ذلك قال المهيري: الاستديو عبارة عن تجربة حية تفاعلية ومزيج من الثقافة العربية والمجالس، وقد سعدت بهذا التفاعل الرائع، ضمن الاستوديو قديماً، لأستعيد ذكريات الزمن الجميل، الذي يجسد أسمى معاني البساطة.
تجربة ممتعة
قالت فرح بوشناق، من فريق برنامج منارة السعديات، إنها تجربة ممتعة وغامرة وعلامة فارقة في شهر رمضان الفضيل، نظراً للمحتوى الذي تقدمه، حيث تجمع بين الثقافة والترفيه والموسيقى، موضحة أن الفعالية تحيي العادات القديمة وتشهد إقبالاً واسعاً من الشباب، حيث تناسب أفكارهم ومشاريعهم الإبداعية، وتدفعهم للتفاعل مع الأنشطة الفنية والثقافية والألعاب الكلاسيكية، والعروض والحوارات الثقافية، كما يحظى «رواق رمضان» بمجموعة من الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو و«البلاي ستيشن»، وبعض الألعاب الجديدة التي تم تطويرها وتصميمها من خلال عدد من المبدعين في أبوظبي، كما يتعاون «رواق رمضان» أيضاً مع «بيكسول»، وأبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، لتوفير تجربة ممتعة ومتنوعة للزوار.
إعداد القهوة
في زاوية تحاكي جانباً من المجالس قديماً تعمل شابتان إماراتيتان على إعداد القهوة أمام الجمهور، حيث تقدم بشاير البلوشي والعنود محمد تجربة متفردة للزوار، من خلال ورشة تتضمن نبذة عن الأدوات المستخدمة في إعداد القهوة، إلى جانب عرض مجموعة من المكونات الأساسية التي تميز القهوة العربية عن غيرها، ومنها جوز الطيب والزعفران والهيل وماء الورد وحبات القرنفل، مع استخدام الدلال والفناجين لتكون جاهزة للتذوق.