عبد الله أبوضيف (القاهرة)

بني مسجد «حضرة السلطان» في كازاخستان بين قارتي أوروبا وآسيا، ووقع اختيار مكان المسجد ليتوسط أهم قصرين في مدينة نور سلطان وهما قصر السلام والوفاق وقصر الاستقلال.
خططت كازاخستان لبناء مسجد حديث يليق بالطراز الإسلامي مع الروح المحلية، واختارت المكان الواقع في ميدان الاستقلال لتعبر عن قوة وترابط المسلمين حيث تصل نسبتهم من سكانها إلى 70%.
يقف مسجد حضرة السلطان على ضفاف نهر يسيل، الذي يجذب الزوار إليه، ويتسع لأكثر من 10 آلاف مصل. وقد ألحقت به مراكز تعليمية للتشجيع على القراءة، بالإضافة إلى الصالات المخصصة لتحفيظ القرآن وتنظيم الحلقات الدينية، كما يقدم بعض الخدمات الاجتماعية في قاعات صغيرة.
استغرق بناء المسجد 3 سنوات من العمل المتواصل من عام 2009 وحتى افتتاحه عام 2012، ويلقبه أهل كازاخستان بـ«لؤلؤة المدينة»، لعمارته المتفردة من الداخل والخارج. يمتد المسجد على مساحة 17700 متر مربع، مع قبة ترتفع حتى 51 متراً لتكون الأكبر في البلاد، وإلى جانبها 8 قباب أخرى أصغر في الحجم والارتفاع، وهي أهم ما يميز العمارة الخارجية للمسجد، فضلًا عن 4 مآذن إحداها بارتفاع 77 متراً. اعتمد المعماريون على الطراز الإسلامي الكلاسيكي في البناء، أما الزخارف والإضاءة الداخلية لمسجد «حضرة السلطان» فكانت من وحي الثقافة المحلية التي جمعت بين اللونين الذهبي والأخضر الفاتح، وتنتشر هذه الزخارف في محيط القبلة وعلى نهايات الأعمدة العملاقة في المسجد من الداخل.
وتتزين جدران مسجد السلطان بنقوش وكلمات على الطراز الإسلامي التقليدي باللونين الأخضر والبرتقالي، وأقواس معمارية كلاسيكية فوق مداخل كل صالة مع نوافذ صغيرة تدخل الإضاءة إلى المسجد من الداخل بشكل بديع، مع ثريا عملاقة تتدلى أسفل القبة الرئيسة.