شعبان بلال (القاهرة) 

بطراز معماري متفرد ومئذنة أندلسية عملاقة، يتميز مسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية، ليكون تحفة فنية تجسد العمارة العربية والإسلامية من حيث الشكل والزخرفة والحجم، وموقعه على شاطئ المحيط الأطلسي، حيث يصفه خبراء الآثار بأنه «جوهرة فوق الماء». 
منذ إنشاء المسجد عام 1993، جذب أنظار العالم نتيجة لطريقة بنائه، إذ يُعتبر أكبر مسجد في المغرب، والثاني في أفريقيا، والـ 13 في العالم، فيما مئذنته الأندلسية ترتفع حتى 210 أمتار. 
استغرق بناء المسجد 6 سنوات بمساهمة 2500 عامل و10 آلاف حرفي، وجاءت فكرة بنائه من الملك الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء. ويجمع المسجد بين خصائص العمارة العربية الإسلامية والتقدم التقني الذي أملته ضخامة الصرح ومتطلبات الحياة المعاصرة، وهندسته المعمارية مستوحاة من النقاء والغنى الثقافي لفن البناء في المغرب.
وبحسب وزارة الأوقاف المغربية، يضم المسجد قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع، تتسع لـ25 ألف شخص، وخُصصت للنساء شرفتان مساحتهما 3550 متراً مربعاً، وتستوعب باحته الخارجية ما يناهز 80 ألف شخص. 
تزين صحن المسجد سلسلة من القباب المتنوعة، منها ثريات من البلور، ويعلوه سقف في حال فتحه تصبح القاعة صحناً واسعاً مشرعاً على السماء. وتضاء قاعة الصلاة بسلسلة من الأبواب الزجاجية ومجموعة من الشماسات المرمرية الفخمة، وفتحات يحوط بها إطار خشبي. 
يتميز مسجد الحسن الثاني بالمدرسة القرآنية الممتدة فيه على مساحة 4840 متراً مربعاً بتصميم هندسي نصف دائري يتمحور حول المحراب، وتوفر للطلبة الوسائل التربوية الحديثة كمكتبة العلوم الإسلامية وقاعات للندوات والمحاضرات، وكلها مجهزة بأحدث الوسائل السمعية والبصرية.