خولة علي (دبي) 

سوق نايف بدبي أو كما كان يُطلق عليه قديماً سوق «الصنادق»، لا يزال يحتفظ بمكانته وأهميته بين الأسواق الشعبية. ومما لا شك فيه أن مراحل نشأته وتطوره وظهوره مجدداً برداء الماضي وبمواصفات عصرية، أسهمت في تألقه وأخذ دوره ومهامه كأحد الأسواق المحافظة على أسعارها الرخيصة مقارنة بالأسواق الأخرى، ليستقطب الزوار والسياح ويحمل عند أهالي دبي ذاكرة حية ومشاهد تروي تاريخ تطوره وما مر عليه من أحداث. 

بسطة مفتوحة 
يتحدث المهندس رشاد محمد بوخش عن مراحل نشأة سوق نايف الواقع في منطقة ديرة بدبي، والذي اتخذ اسمه من قلعة نايف التي تقع خلفه تماماً، مشيراً إلى أن السوق قديماً كان عبارة عن بسطة مفتوحة يفد إليها الجميع لعرض بضاعتهم.
 ثم تطور فيما بعد، وسمي بسوق «الصنادق»،  فكان عبارة عن صنادق خشبية متراصة إلى جانب بعضها بعضاً، ضيقة المساحة ولا تزيد على متر في مترين، تخترقها 5 ممرات ضيقة. 
ولم تكن تتوفر وقتها أنظمة الأمن والسلامة كما هي متوفرة الآن في الأسواق الحالية، فتطور هذا السوق لاحقا من عدد محدود من المحال ليصل إلى نحو  90 محلاً خشبياً. وترجع نشأة سوق «الصنادق» إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي. 

تصميم
ويشير بوخش إلى أن السوق اشتهر ببيع الملابس والأكسسوارات النسائية والبخور، وغيرها من البضائع التي انتشرت في تلك الفترة. فكان وجهة لأهالي المنطقة للتبضع وشراء الاحتياجات من الكماليات، وهو بسيط في مظهره وتصميمه، يفتح من الصباح الباكر ويغلق مع حلول الظلام.
 تعرض السوق إلى حادث حريق كبير في ثمانينيات القرن الماضي، وأتى الضرر على كامل أجزائه، وكل ما فيه تحول إلى رماد. 

إعادة البناء 
ويؤكد بوخش أن سوق نايف لم يكن وجهة لأهالي دبي وإمارات الدولة وحسب، وكان يفد الزبائن إليه من الدول المجاورة كسلطنة عمان وقطر والبحرين والكويت، وكان الإقبال عليه بسبب أسعاره الرخيصة. وقد ارتأت بلدية دبي التي تشرف عليه إعادة بنائه مجدداً، ولكن بمواصفات متطورة وحديثة. وقبل تجهيز المشروع الجديد للسوق، تم بناء سوق مؤقت عام 2005 للحفاظ على استمرار زيارة الناس والتبضع منه. 

التحديث 
يصف بوخش تفاصيل سوق نايف الحديث، بأنه يتألف من طابقين بمواصفات هندسية عالمية، ويضم مواقف للسيارات في أسفل البناء، وأكثر من 100 محل بمساحات واسعة. وتم تصميم السوق بطراز العمارة التقليدية المحلية من حيث الزخارف الخارجية، والأبواب الخشبية، ومظهر البناء من الخارج، وإطلالة المحال على أفنية داخلية. وكلها تعطي فضاءً ومتنفساً للزوار حيث تتخلله الإضاءة الطبيعية. 

بضائع
تتنوع البضائع في السوق، ويضم الملابس التقليدية والعصرية، الأجهزة الإلكترونية، الهواتف، الأحذية، والجلابيات، الأقمشة، الحقائب، البضائع الجلدية والهدايا التذكارية، وغيرها الكثير من المستلزمات الشخصية كالعطور ومستحضرات التجميل. ومع كثرة الأسواق التجارية العصرية المنتشرة، لا يزال سوق نايف محافظاً على أهميته كعنصر تجاري مهم لجذب الزوار والسياح بأسعاره المناسبة جداً مقارنة بأسواق أخرى.