اكتشف باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن، في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأميركية، هدفاً جديداً محتملاً للعلاج المناعي للسرطان في العناصر القابلة للتحويل (TEs)، وهي أجزاء قصيرة من الحمض النووي يمكنها التحرك حول الجينوم.

ويمكن أن يؤدي هذا البحث إلى تطوير علاج واحد لأنواع متعددة من السرطان.

في الورقة البحثية التي تحمل عنوان، «تحليل شامل للسرطان المستضدات الخاصة بالورم المستمدة من العناصر القابلة للنقل»، والمنشورة في مجلة Nature Genetics، استخدم الباحثون أطلس جينوم السرطان (Cancer Genome Atlas,TCGA)، وهي قاعدة بيانات تضم أكثر من 20 ألف عينة سرطان تغطي 33 نوعاً مختلفاً من السرطان و675 من خطوط الخلايا السرطانية.

تركز الورقة على العناصر القابلة للنقل (Transposable Elements, TEs) الموجودة في الجينوم البشري ولكنها غالبًا ما تكون نائمة. هذه، كما يوحي الاسم، أجزاء من الحمض النووي يمكنها إقحام نفسها في جينات أخرى. المثال الكلاسيكي هو فيروس ارتجاعي يدمج بعضاً من شفرته الجينية في جينوم المضيف.

عندما تتطور السرطانات، فإنها تفعل ذلك دون وجود الكثير من الحماية الجينية الطبيعية، لأنها غالبًا ما تنشأ، في البداية، في الخلايا التي تضرر حمضها النووي. أثناء التكاثر، يسمح السرطان لهذه العناصر القابلة للنقل النائمة باستعادة قدرتها على التنقل داخل الخلايا السرطانية.

لهذا السبب، تمكن الباحثون من العثور على العناصر القابلة للنقل المدمجة في 98٪ من الأورام، عبر أنواع مختلفة، ووجدوا أن «هذه النسخ لديها القدرة على إنتاج ببتيدات جديدة، غير موجودة في الأنسجة الحميدة»، مما يشير إلى طريقة جديدة لاستهداف الأورام وفقا لأنواع السرطان.

حددت الدراسة 1.068 عنصراً قابلاً للنقل مرشحاً وقادراً على توليد مستضدات مشتركة خاصة بالورم. توجد حاليًا علاجات للسرطان تستهدف أنواعًا معينة من المستضدات، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد إمكانية استغلال هذا المسار لمهاجمة الخلايا السرطانية.

كشفت الدراسة الحالية عن آلية داخل الأورام تخلق أهدافاً محتملة لأساليب العلاج الحالية. يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى أساليب علاجية جديدة لعلاج السرطان، وهناك اقتراح قوي بأنه مع مزيد من البحث، يمكن تطوير علاج واحد لمعالجة أنواع متعددة من السرطان في جميع أنحاء الجسم.