لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يَعتبر عمر علي الهاشمي العطاء واجباً وطنياً وأسلوب حياة وقيمة نبيلة لا تتطلب أي مقابل. بدأ التطوع منذ العام 2012، ومنذ ذلك الوقت شارك في أكثر من 200 فعالية وحقق أكثر من 11 ألف ساعة تطوعية، وله العديد من المشاركات الوطنية، حيث ساهم في إنجاح الكثير من المبادرات والأنشطة الرياضية والصحية والخيرية. ويطمح إلى تنفيذ مشاريع تطوعية مستدامة لتمكين المتطوعين وإكسابهم المهارات اللازمة لخدمة المجتمع، وتعزيز ونشر فكرة التطوع التخصصي في مختلف المجالات.
حفظ النعمة
عمر علي الهاشمي، إداري في برنامجَي «مارشال الإمارات» و«المغاوير»، وعضو في «الشباب الاستشاري» و«كلنا شرطة» و«فريق التحدث بلغة الإشارة»، ومتخصص في فريق «إدارة الفعاليات الرياضية» التي تنظم «الأولمبياد الخاص»، «بطولة كأس العالم للأندية»، «بطولة السباحة العالمية» و«دبي العالمي للخيول». راكم تجربة كبيرة في مجال التطوع حتى باتت تُوكل إليه إدارة الكثير من البرامج وقيادة الفرق وتقديم الورش وتدريب المتطوعين. يقول: خلال تطوعي في «المغاوير» ضمن برامج مؤسسة المباركة، تم تنظيم وتقديم 20 ورشة عمل في جامعة نيويورك أبوظبي لأكثر من 150 شاباً لتمكينهم ونشر قصص تحدياتهم، ما يكسبهم مهارات حياتية معاصرة.
ويتابع: كُلفت في برنامج «تكاتف التطوعي» لإدارة المتطوعين في مشروع «حفظ النعمة» عام 2018 بأبوظبي، ومشروع «باص الخير» لتوزيع التبرعات على الأسر المتعففة. وتطوعت في دعم المستشفيات الميدانية ومراكز الفحص والتقييم والتعقيم الوطني خلال جائحة كورونا، وشاركت في مبادرة «لبيه يا وطن» و«مشروع المسح الوطني» وفي مستشفى الإمارات الميداني بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.
رسالة نبيلة
ويرى أنه على الرغم من التحديات التي كانت تواجهه، إلا أنه يشعر بالفخر وهو يقضي معظم وقته في مساعدة الآخرين، ولاسيما عندما تطوع في مركز تقييم «كوفيد - 19» بشكل يومي لمساندة الفريق في الأعمال الميدانية. ويقول: كنا نستقبل نحو 3000 شخص يومياً مع تعميم المعلومات على المتطوعين وإيصالها للمراجعين وتطبيقها، وقد تعلمنا لغات التواصل ومهارات الإدارة ضمن فريق يتألف من 600 متطوع و34 جنسية مختلفة. وخلال هذه الفترة تعلمت دروساً كثيرة كان أساسها التعاون والحب ونكران الذات من متطوعين يجمعهم الوفاء للإمارات، حيث تتجسد معاني الإنسانية.
مهارات عالية
ويوضح الهاشمي أن التطوع لفترة طويلة وبشكل يومي كان فرصة مثالية للتعلم وتطوير المهارات وتزكية النفس وتوسيع المدارك، وفرصة لتعلم كيفية إتقان المهام والإحسان في كل عمل أو كلمة مع المتطوعين أو المراجعين. ويقول: التحديات صعبة في الإدارة وتكوين الفريق وحل المعوقات، وكنت أحرص على معرفة كل متطوع وتأهيل المتميزين منهم للأدوار القيادية. ولم يقتصر الأمر على تقسيم الفريق التطوعي حسب الأدوار، بسبب ضغط العمل، بل كنا نعمل على إيجاد الطرق التي تحفز وتترك أثر البسمة والرضى على المتطوعين بالتقدير والرسائل التحفيزية في كل يوم. وتم تكوين «فريق السعادة» الذي بذل كل جهده لإسعاد المتطوعين وتوفير الأجواء المحفزة للتطوع والعمل ضمن الفريق والاستمرارية، ومنها تكريم المتميزين شهرياً، وتنسيق حفل تكريم للمتطوعين في مركز أبوظبي للمعارض ومركز الميناء. وكان هذا الفريق من أسباب تميز المركز واستمرار حضور أكثر من 100 متطوع يومياً بالرغم من كل الصعوبات.
مهام إدارية
وعن مهامه الإدارية التي لم تكن سهلة يقول: مع بداية عام 2021، أضيفت إليّ مهام إدارة فريق «مجموعة متطوعي أبوظبي» الذي يدير عدداً من المشاريع وآلاف المتطوعين، وكان عليّ إدارة معلوماتهم وتسجيل بياناتهم وساعاتهم التطوعية. وأنا فخور بالفريق الذي عملت معه وتعلمت من أعضائه الذين ساندوني في فترات انشغلت بها بالامتحانات الجامعية والظروف العائلية. ويرى أن تقديم العون للآخرين، وترك الأثر الطيب في الناس كل يوم، هو المحفز الأساس للاستمرار في العمل التطوعي والقيام بالدور الإداري والميداني. ولشغفه بالمساعدة، تقدم للعمل مع شركة «صحة» في المركز نفسه ليستمر في مسيرة العطاء وخدمة المجتمع.
تكريم
نظراً لإنجازاته في مجال التطوع، فاز عمر الهاشمي بجائزة الشارقة للتطوع في دورتها الـ17، وتم تكريمه من جهات عدة، منها: ديوان ولي العهد بأبوظبي، وزارة الثقافة والشباب، وزارة التسامح، المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مؤسسة الإمارات للشباب، بلدية أبوظبي، مجلس أبوظبي الرياضي ومركز التواجد البلدي.