شعبان بلال (القاهرة)
قبل أكثر من 370 عاماً ظهر البناء الأول للمسجد الجامع في دلهي بالهند، ومنذ ذلك الوقت وهو شاهد على تاريخ عتيق من العمارة والفنون الهندية والإسلامية الممتزجة على جدرانه وبنائه الخارجي، ونظراً لتاريخه اتخذ مكانته وسط المعالم الرئيسة في ثاني أكبر المدن الهندية.
في القرن السابع قرر الإمبراطور المغولي شاه جهان بناء مسجد واختار تلك المدينة كونها عاصمة الإمبراطورية المغولية، وكان الجامع ضمن طفرة معمارية صنعها شاه جهان، حيث اشتهر بإنشاء مجموعة من أشهر المباني التاريخية أبرزها «تاج محل».
استغرق بناء الجامع نحو 6 سنوات حتى الانتهاء من إنشائه على أيدي أكثر من خمسة آلاف عامل، ويرتفع عن بقية مباني المدينة لأنه بُني أعلى تل بمقدار 10 أمتار عن المستوى الطبيعي لدلهي.
أُطلق على المسجد وقت بنائه اسم «جهان نما»، قبل أن ينال اسماً جديداً بسبب إقبال المصلّين عليه في صلاة الجمعة بأعداد غفيرة، حيث تستوعب ساحاته ما يزيد على 25 ألف مصلّ.
يتخذ مبناه طراز العمارة المغولية الشهيرة، والمعروفة باستخدامها للحجر الرملي الأحمر والرخام الأبيض في المباني، كما اعتمد صناع المسجد على العمارة الهندية في تصميماته الخارجية، ويشتهر المسجد بقبابه الثلاث ومئذنتين بارتفاع 40 متراً.
أما من الداخل، فهناك فناء واسع مخصص للصلاة مساحته 140 متراً طولاً و120 متراً عرضاً، وفي مركزه بحيرة مياه اصطناعية مجهزة للشرب والوضوء، وأرضية المسجد رخامية مصممة على شكل سجادة للصلاة، وهو ما يمنح مشهداً منظماً أثناء الاصطفاف لأداء الفريضة. في الجامع7 محاريب، أبرزها المحراب الأوسط المصنوع من الرخام الأبيض ويتزين بزخارف وأشكال هندسية من العمارة الإسلامية بالرخام الأسود، ليكتمل المشهد مع الزخارف الموجودة على الجدران الداخلية والممرات المقوسة على شكل نصف دائرة.