لندن (الاتحاد)

للمرة الأولى في الصحافة العالمية، عينت صحيفة فاينانشال تايمزالبريطانية محررة تخصصها الأساسي الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تصف مادهوميتا مورجيا نفسها بأنها صحفية تقنية «بمحض الصدفة». فمجال دراستها كان علم الأحياء، وعلاقتها الوحيدة بالذكاء غير البشري، بدأت عندما درست ذكاء أحد أنواع الببغاوات، قبل أن تتحول للتركيز على ذكاء الصنف «الاصطناعي».
وقد كلفتها «فاينانشال تايمز»، بأن تتولى تغطية كل ما يتعلق بهذا القطاع الناشئ وسريع التطور لتقديم المشورة والخبرة لزملائها الآخرين الذين «يواجهون بشكل متزايد قصصا حول كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بقلب الصناعات في جميع أنحاء العالم».
يعني ذلك أن على مادهوميتا مورجيا فرز كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتجلياته، في قصص زملائها لتحديد الغث من الثمين.
تقول مادهوميتا مورجيا في مقابلة صحفية مع موقع «نيمان لاب»: لم يكن لدينا لقب مراسلة خاصة للذكاء الاصطناعي، أو حتى وظيفة مخصصة الذكاء الاصطناعي. لقد ابتكرتها مع انغماسي في هذه التغطيات على مدار سنوات، وركزت على المجالات التي أثرت على المجتمع مثل التعرف على الوجه وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المتطورة في الرعاية الصحية أو العلوم. 
وتحكي مادهوميتا مورجيا عن مهامها الأساسية قائلة إنها تتمثل في نشر الأخبار العاجلة والتعمق في كيفية عمل التقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف سيتم تطبيقها عبر الصناعات، والآثار المتتالية على الأعمال والمجتمع. وتضيف: أنا مهتمة بشكل خاص بتأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية، للأفضل والأسوأ. إنه دور فريد من نوعه حيث يمكنني إعداد التقارير والكتابة، ولكن أيضا العمل مع الزملاء لتشكيل القصص في مجالات اهتمامهم، وعلى مدى السنوات الست الماضية، تعاونت مع مراسلين من الولايات المتحدة وبروكسل وبرلين إلى كينيا والصين والهند – وهو شيء أحبه في العمل في صحيفة فايننشال تايمز.
وردا على سؤال حول كيف كانت تبدو تغطية الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار قبل إنشاء هذا الدور؟ وكيف سيتغير ذلك، الآن بعد أن حصلت على لقب محرر الذكاء الاصطناعي؟، تقول مورجيا: لسنا جددا في تغطية الذكاء الاصطناعي.لكن الآن، نحن في لحظة يشعر فيها قراؤنا بالفضول والجوع لمعرفة المزيد حول كيفية عمل هذه المجموعة من التقنيات وتأثيرها على القوى العاملة..

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الصحافة؟
عندما سئلت محررة الذكاء الاصطناعي في الفايننشيال تايمز، بشأن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على عمل الصحافة وهل يمكن أن يغير صناعة الأخبار أو الكتابة أو النشر؟، قالت: لقد كان من المثير للاهتمام بالنسبة لي عدد المؤسسات الإعلامية والمطلعين الذين يشعرون بالقلق إزاء هذا السؤال في الوقت الحالي. حتى الآن لم أجد أن هذه الأدوات الجديدة قد غيرت الطريقة التي أكتب بها. الصحافة الجيدة، في رأيي، أصلية وتكشف عن حقائق لم تكن معروفة أو مخفية من قبل. تعمل نماذج اللغة من خلال التنبؤ بالكلمة التالية الأكثر احتمالا في تسلسل، بناء على النص الموجود الذي تم تدريبهم عليه. لذلك لا يمكنهم في النهاية إنتاج أو الكشف عن أي شيء جديد حقا أو غير متوقع في شكله الحالي. 
لكن ماذا عن موقف فاينانشيال تايمز، تقول مورجيا: لا أعرف أي خطط لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الصحيفة الآن، لكنني أفترض أن الإدارة العليا تتابع التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدية عن كثب، مثل العديد من المؤسسات الإعلامية الأخرى. إذا استخدمنا هذه الأدوات، على الرغم من ذلك، أتوقع أن يتم الكشف عنها بشفافية لقرائنا، تماما كما ينسب الفضل إلى جميع المؤلفين البشريين.