أبوظبي (الاتحاد) مع اقتراب موعد اختتامه في 31 مارس، يواصل مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية 2023 عرض مجموعة مميزة مؤلفة من أكثر من 210 أعمال فنية مبتكرة لفنانين من أكثر من 40 جنسية مختلفة، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية وفعاليات نهاية الأسبوع، تحت شعار "الطبيعة". وشهد المهرجان حتى الآن حضور أكثر من 34 ألف زائر، ما يعكس نجاحاً لافتاً لنسخة هذا العام. وتقديراً من الشيخة هنا بنت جمعة الماجد، حرم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، على الجهود المبذولة وعلى مشاركة عدد من سفارات الدول الصديقة لدى الدولة في المهرجان وعلى مشاركة الفنانين من الإمارات وخارجها، قدمّت مجموعة خاصة من مقتنياتها الشخصية لعرضها في الحدث الثقافي الرائد. وتشمل القطع المعروضة مجوهرات مصوغة من الألماس والذهب واللؤلؤ، بالإضافة إلى ثوب تقليدي منقوش يدوياً، وصندوق خشبي من التراث التقليدي. وقالت الشيخة هنا بنت جمعة الماجد: الفن مفهوم لا يمكن اختزاله فقط في اللوحات الفنية، بل يتعدى ذلك من خلال امتلاكه للعديد من أشكال الإبداع التي يمكن لمعانيها السامية جمع الشعوب على اختلافها، وتوحيد المفاهيم، وتعزيز الروابط الإنسانية. وأوضحت أن الفن مرآة لتاريخ وثقافات الشعوب حول العالم، كما أنه يعكس روح وشخصية الفنان نفسه وثقافته ونطرته للحياة، وكل عمل فني يعيد في نفوسنا ذكرى أو مناسبة عزيزة علينا. وأشارت الشيخة هنا بنت جمعة الماجد إلى أن مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية حدث يحتفي بالثقافة العريقة والإرث الغني للإمارة، ويواصل مسيرته الناجحة التي انطلقت منذ 11 عاماً، لتعزيز مكانة الإمارة الثقافية على مستوى المنطقة، من خلال الترحيب بمختلف الفنانين والمبدعين لعرض أعمالهم المُلهمة، وسط أجواء تسودها المحبة في قرية الجزيرة الحمراء التراثية التي تحمل الكثير من عبق الماضي الإماراتي وأصالته. ويعرض المهرجان المفتوح للعامة، أعمال فنانين إماراتيين، بينهم هند راشد وريم الشامسي، بالإضافة إلى الفنانة البحرينية هنادي الغانم، والعديد من المبدعين والموهوبين من أنحاء العالم، الذين يجسّدون نظرتهم الخاصة تجاه الطبيعة من خلال أعمالهم. ويتضمن المهرجان معارض متميزة لأعمال من الولايات المتحدة الأميركية وكوريا وفرنسا وهولندا وكرواتيا، وأعمالاً فنية لـ 17 من طلاب المدارس. ويشهد المهرجان عدداً من المعارض الخاصة، أحدهم للفنانة الأميركية آنا هيلبراند، القيّمة على المهرجان، حيث تسلّط الضوء على شغفها بالتقاط الصور التي تبرز جمال الطبيعة منذ سن مبكرة في ولاية ألاسكا، انطلاقاً من إيمانها بأن الطبيعة العامل المشترك بين البشرية جمعاء، وتحت مظلتها تُلغى كل الفواصل والحدود. كما تقدّم الصور للجمهور لمحة عن عالمها الخاص وتأملاتها في رؤية الآخرين للكوكب بوصفه موقعاً رائعاً للعيش. ويتضمن المهرجان معرضاً خاصاً بعنوان "طبيعة التصميم الهولندي"، بالتعاون مع سفارة مملكة هولندا لدى الدولة ومؤسسة التصميم في هولندا. والمعرض من تنسيق الفنانة مارجريت فولنبرغ التي تتمتع بخبرة تزيد على 20 سنة في مجال التصميم، حيث يُظهر جمال وبساطة التصاميم الهولندية الحديثة، من خلال عرض أعمال فنية مميزة لـ 3 فنانين هولنديين: تيموثي فان أورشوت، ميلا نوفو وروبن فان ميج، الذين يحافظون على علاقة خاصة ببيئتهم الطبيعية يبرزونها من خلال أعمالهم الفنية. وبالتعاون مع القنصلية العام فنية تهدف إلى المساهمة في عملية شفاء حواس الإنسان، وتظهر وجهة نظر 8 فنانين في إيجاد طرقهم الخاصة للتعافي بعد سنواتٍ من القيود بسبب الوباء. وبالتعاون مع سفارة جمهورية فرنسا لدى الدولة والقنصلية العامة لجمهورية فرنسا في دبي والإمارات الشمالية والمعهد الفرنسي، تّعرض أعمال المصورة الفرنسية ماتيلد ماجنير ريبيت التي انتقلت إلى دولة الإمارات في عام 2014 وشهدت معالم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في الدولة. وتوثق الفنانة تأثير هذا التحول على البيئة والمجتمع الإماراتي، وعلى العلاقة بين الناس وموائلهم الطبيعية. وقد انضمت أعمالها إلى مجموعة المقتنيات التي تهديها القنصلية العامة لفرنسا في دبي. كما نظمت مؤسسة مارينكو سوداك معرضاً متميزاً يعكس مشهد البيئة الطبيعية لكرواتيا، كجزء من فعاليات المهرجان. مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية يحافظ على إرث المقتنيات الفنية رقمياً بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال. ويعمل منظمو مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية على موضوع جديد لدورة العام المقبل، مع خطط لتنظيم المزيد من الفعاليات والأنشطة التفاعلية والأعمال الفنية والمنحوتات ومسابقات الأفلام.