محمد قناوي (القاهرة) 

«الأستاذ» لقب أطلقه تلاميذ الممثل الراحل فؤاد المهندس عليه لأنه صاحب مدرسة كوميدية، حيث احتضن الممثلين الشباب، كما استطاع أن يصبح ملك المسرح. فإلى جانب مشاركاته السينمائية المهمة وبرنامجه الإذاعي الشهير «كلمتين وبس» أصبح أحد صناع البهجة للجمهور العربي.
قدم المهندس خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات فوازير للأطفال تحمل اسم «عمو فؤاد»، وقد حظيت بمتابعة الكبار أيضاً. وفي كل عام كانت هذه الفوازير تقدم مضموناً مختلفاً.
وُلد فؤاد المهندس، في منطقة العباسية بالقاهرة، ووالده العالم اللغوي زكي محمد المهندس، وكان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها من خلال أبيه صاحب الفضل في تنمية مواهبه الفنية، كما ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة الذي ميزه. عشق الفن والتمثيل منذ صغره، درس في مدرسة العزب التركية، والتحق بفرقة التمثيل في كلية التجارة، وقدم على خشبة مسرح الجامعة العديد من المسرحيات، حتى شاهده الراحل نجيب الريحاني أثناء مشاركته في مسرحية «الدنيا على كف عفريت»، فضمه إلى فرقته بعدما أُعجب بموهبته. وبعد وفاة الريحاني انضم المهندس إلى فرقة «ساعة لقلبك»، والتي كانت بداية مشواره الفني الحقيقي، ثم اتجه إلى السينما، وكان فيلم «بنت الجيران» البطولة السينمائية الأولى له عام 1954، ليشارك بعده في العديد من الأفلام، التي ظهر فيها بأدوار ثانية، منها: «الشموع السوداء»، «ألمظ وعبده الحامولي»، و«نهر الحب».
يعتبر فيلم «عائلة زيزي»، البوابة التي انطلق منها إلى طريق الشهرة والنجومية، ليقدم بعدها أكثر من 70 فيلماً، منها: «أخطر رجل في العالم»، «مطاردة غرامية»، «معبودة الجماهير»، و«خمسة باب».
لم تقتصر موهبة المهندس على السينما فقط، لكنها وصلت إلى المسرح، الذي كان عشقه الأول، لا سيما في فترة الستينيات، ومن أبرز أعماله: «هالة حبيبتي»، «إنها حقاً عائلة محترمة»، «سيدتي الجميلة»، «حواء الساعة 12»، «أنا وهو وهي»، و«السكرتير الفني».
أحب فؤاد المهندس العمل الإذاعي كثيراً، فكان مشواره مع الإذاعة المصرية طويلاً، بدأه في الأربعينيات، وقدم عبر الميكروفون العديد من المسلسلات والمسرحيات والبرامج، ولعل أشهرها «ساعة لقلبك»، «كلمتين وبس»، و«البغبغان في عيد ميلاد أبو الفصاد»، وقد ظلت إنتاجاته تبث عبر الأثير لسنوات طويلة، وتعتبر من الكنوز النادرة للمكتبة التراثية في الإذاعة.