خولة علي (دبي) 

عبير الهمداني.. فنانة فوتوغرافية ترجمت أفكارها إلى أعمال بأنماط فنية مختلفة، شكّلت خطوطاً لونية بمزيج فني بديع، منطلقة من هاجس الشغف والرغبة في بناء عمل فني مبتكر باستخدام تقنية التصوير والإضاءة، لتترك أعمالها صدىً واسعاً في الكثير من المعارض التي شاركت فيها، من خلال إبداعات فنية بنمط البورتريه الدرامي، لتكشف عن عمق رسالتها، التي تتجلى في صورة فنية ذات أبعاد ودلالات غامضة، قد ترتبط بمخيلة الفنان ذاته، أو تتأثر ببيئته. 
بدأت عبير الهمداني خطواتها الأولى في عالم التصوير الرقمي كهاوية، إلا أنها سرعان ما أبحرت في تفاصيل هذا الفن من خلال تطوير قدراتها وصقل مهاراتها، لتجد أن علاقتها بفن التصوير ليست مجرد هواية عابرة، إنما شغف ووسيلة للتعبير عن أفكارها، وقراءة الأحداث من حولها بلغة فنية حالمة، تتعدى كل ما هو تقليدي إلى توثيق اللحظة بأبعادها كافة بأسلوب فني مبتكر، هذه المهمة تتوقف على الفنان ومدى احترافه في التعاطي مع أدواته ومعداته وفق ما يتطلبه خياله وحسه الفني ليتفرد بما يقدمه من أعمال عن غيره من الفنانين، من هنا عكفت الهمداني على خوض مختلف أنماط فنون التصوير، منها تصوير الأزياء، والطبيعة بأبعادها الساحرة والمنتجات على اختلاف أنواعها.

قراءة الوجوه 
انطلقت الهمداني  كمصورة هاوية، لكنها مع مرور الوقت، ومن خلال جلسات تصوير، اكتشفت موهبتها وبصمتها الخاصة في قراءة الوجوه وإبراز ملامحها، وإعطائها مسحة من التعابير الدقيقة والعميقة لكشف مكنون الشخصية، حيث طوّرت مهارتها معتمدة على التعليم الذاتي، عن طريق القراءة ومشاهدة الفيديوهات التعليمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واتباعها نظام التجربة والتعلم من الأخطاء، والبحث الدائم والمستمر لتطوير قدراتها في استخدام معدات التصوير بطريقة مبتكرة. 
وعن أساسيات فن البورتريه، تؤكد الهمداني أن هذا النمط يتطلب تحديد الفكرة والتخطيط المسبق لها، عبر تجهيز وانتقاء العدسات المناسبة والإضاءات والأدوات اللازمة لخلق المشهد المخطط له، مع التركيز على فن توزيع الإضاءة ليخرج العمل بشكل درامي وسينمائي. 

قوة المرأة
ومن الأعمال الفنية التي تعتز بها، تقول الهمداني: «شاركت بصورة بالأبيض والأسود في معرض (إكسبوجر)، وكانت الصورة انعكاساً لقوة المرأة الإماراتية بشكل عام، من ناحية ظهورها بالرداء التقليدي (الشيلة) (غطاء الرأس) كعنصر يربط بين الماضي والحاضر، تأكيداً لفكرة أن التطور لا يعني التخلي عن عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا وموروثاتنا، والتي تعبّر عن هويتنا الوطنية».

بورتريه
هذا التنوع أكسب عبير مهارات عدة في معرفة أساسيات التصوير لأنماط متنوعة، لكنها وجدت نفسها أكثر ميلاً إلى تصوير «البورتريه»، والتركيز على وجوه الأشخاص ونسج القصص حولها، حتى أصبحت مسيرتها التصويرية تدور حول نمط «البورتريه» السينمائي والتصوّري، الذي يعكس المشاعر والملامح الدرامية والبيئة المتعلقة بمحور الفكرة، مع استخدام معدات وتقنيات مختلفة من الإضاءة لخلق مشاهد خارجة عن المألوف.

استوديو خاص
شاركت عبير الهمداني في عدة معارض، منها «مرايا أبيض وأسود»، ومعرض «الارتقاء» ضمن مهرجان الخط في إمارة الشارقة، كما قدمت ورشة تصوير بعنوان «الرسم الضوئي»، وحصلت على شرف اختيار عمل من أعمالها كغلاف للكتاب السنوي لمهرجان «إكسبوجر 2022»، وتتمنى أن تضع بصمتها في عالم فن البورتريه، وتفتتح استوديو خاصاً للتصوير لتكرس جهدها وعملها في صناعة الصورة.