أحمد مراد (القاهرة)

30 دقيقة فقط بالسيارة، تكفي للقيام برحلة تجوب فيها أصغر جمهورية مستقلة في العالم، تُعرف بـ «جمهورية ناورو» التي تمتد على مساحة 21 كيلو متراً مربعاً، ويسكنها 12500 نسمة، وتشتهر بمناظر طبيعية ساحرة.. فأين تقع جمهورية «ناورو»؟.. وكيف يعيش سكانها؟

12500 نسمة
يُقدر إجمالي عدد سكان جمهورية ناورو بنحو 12500 نسمة ينتمون إلى 12 قبيلة، وترمز إلى هذه القبائل نجمة ذات 12 شعاعاً في العلم الوطني للجمهورية، وتتميز كل قبيلة بطابع خاص، ولباس تقليدي، وخصائص تميزها عن القبائل الأخرى، ويرث المواليد لقب القبيلة من جهة الأم، وتحظر قوانين القبائل الزواج من القبيلة نفسها.
وفي 19 أغسطس من كل عام، يحتفل سكان جمهورية ناورو بما يُعرف بـ «يوم القبائل»، ويكرمون فيه قبائلهم الأصلية عبر مجموعة مختلفة من الاحتفالات التقليدية والتراثية. وتتركز الكثافة السكانية في المناطق الساحلية. أما مناطق وسط الجزيرة فهي غير مأهولة بالسكان نتيجة لتعدين الفوسفات.

30 دقيقة فقط
يوجد في جمهورية ناورو مدينة واحدة فقط تُعرف باسم «يارين»، ويوجد بها حكومة، ورئيس، ونظام دستوري، ويعتبر التعليم إلزامياً من سن 5 سنوات وحتى سن 15 سنة.
ويوجد طريق دائري واحد يحيط بالجزيرة كلها، والرحلة بالسيارة حول الجزيرة بأكملها تستغرق 30 دقيقة فقط.

اليوم الوطني
تحتفل جمهورية ناورو في 31 يناير من كل عام بيومها الوطني، ويوافق هذا اليوم ذكرى استقلالها، فقد ظلت تحت احتلال ألمانيا في أواخر القرن الـ 19، وأصبحت منطقة تحكمها أستراليا ونيوزيلاندا والمملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، واحتلتها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك أصبحت تحت الوصاية مرة آخرى، وحصلت على الاستقلال في 31 يناير من العام 1968.

مملكة الفوسفات سابقاً
في فترات سابقة كانت جمهورية ناورو واحدة من الدول الأغنى على مستوى العالم، بسبب احتوائها على قدر هائل من معادن الفوسفات، ولكن لم يستمر هذا الوضع طويلاً، حيث تراجعت كميات الفوسفات، وتبع ذلك انخفاض هائل في الناتج الإجمالي المحلي، ما دفع المسؤولين إلى استكشاف فرص أخرى لتنويع الاقتصاد.

لغة أسترونيزية
يتحدث أكثر من نصف سكان جمهورية ناورو بلغة أسترونيزية، وما زالت هذه اللغة حية، ومعترف بها عالمياً من قبل الأمم المتحدة على الرغم من تحول بعض المصطلحات الأصلية إلى مصطلحات عامية، مبتعدة بذلك عن جذورها التقليدية.
وفي 21 فبراير من كل عام، يحتفل شعب ناورو بـاليوم الدولي للغة الأم ضمن مبادرة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في عام 2000 للاحتفاء بجميع لغات العالم.

رفع الأثقال.. الرياضة الأولى
تُعد رياضة رفع الأثقال الرياضة الأولى والأكثر شعبية في جمهورية ناورو، وهي منتشرة بشكل كبير بين النساء والرجال، وقد حصلت جمهورية ناورو على أول ميدالية ذهبية للكومنولث في هذه الرياضة خلال عام 1990، وبعدها فازت بنحو 10 ميداليات ذهبية في ألعاب الكومنولث، بالإضافة إلى عدة ميداليات فضية وبرونزية.

أمطار صيفية
تتمتع جمهورية ناورو بمناخ قاري، وتتساقط عليها الأمطار خلال فترة الصيف، وتتراوح درجات الحرارة فيها ما بين 24 و34 درجة مئوية.
وبسبب التغير المناخي عادة ما تبتلع مياه المحيط شواطئ ناورو الرملية البيضاء، ما جعل الحكومة تبني مصدات بحرية لحماية هذه الشواطئ.

عضويات دولية
تتمتع جمهورية ناورو بعدة عضويات دولية وإقليمية داخل منظمات المجتمع الدولي، مثل هيئة الأمم المتحدة، والبنك الآسيوي للتنمية، ومنتدى جزر المحيط الهادئ، بالإضافة إلى عضويتها في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا»، ومشاركتها في الكومنولث والألعاب الأولمبية.  

حصانة ضد كورونا
خلال فترة تفشي جائحة «كورونا» في مختلف أنحاء العالم، لم تسجل جمهورية ناورو أي إصابات بفيروس كورونا المستجد. بحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. 
وكانت السلطات في جمهورية ناورو تفرض حجراً صحياً لمدة أسبوعين على جميع المسافرين القادمين إليها، بما في ذلك المواطنون أنفسهم، وسبق لها أن أعلنت أنها سجلت رقماً قياسياً عالمياً في التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد بعدما تلقى جميع سكانها البالغين الجرعة الأولى من اللقاح. كما حصلت على جرعات كافية لتحصين جميع سكانها البالغين، مع تأكيد الاستمرار في إخضاع السكان لاختبارات كورونا بصفة مستمرة.

21 كيلومتراً
تقع جمهورية ناورو جنوب غربي المحيط الهادئ، وتحديداً شمالي غرب أستراليا، وعلى بعد 42 كيلومتراً جنوب خط الاستواء، وتبلغ مساحتها 21 كيلو متراً مربعاً، ما يجعلها أصغر جمهورية مستقلة في العالم. 
كما تُعد أصغر دولة جزرية في العالم، حيث أنها عبارة عن جزيرة مرجانية يصل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر إلى ما يقارب 60 متراً، وفي منطقة الوسط تقع هضبة تحتوي على كمية كبيرة من الرواسب الفوسفاتية، وتوجد فيها مرتفعات يصل ارتفاع بعضها إلى 61 متراً فوق مستوى سطح البحر.
وتوجد أيضاً بحيرة ضحلة من الماء بالقرب من وسط الهضبة، وتحيطها أراض خصبة صغيرة الحجم، بالإضافة إلى أراضي خصبة آخرى بالقرب من الشاطئ الرملي.