توصل باحث في كندا إلى أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر الإصابة بمرض كرون (Crohn's disease) والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.

استخلص الباحث نتائجه من خلال تحليل بيانات من خمس دراسات سابقة أجريت بين عامي 2020 و2022 بإجمالي أكثر من مليون مشارك، أكثر من نصفهم من الإناث.

- ماهي الأطعمة فائقة المعالجة؟
عرّف البروفيسور نيراج نارولا من جامعة ماكماستر الكندية في مدينة هاميلتون بمقاطعة أونتاريو، الذي قاد الدراسة، الأطعمة فائقة المعالجة ultra-processed foods (UPFs) على أنها تلك التي تحتوي على تعديلات كيميائية مثل النكهات أو الألوان الاصطناعية. تشمل الأمثلة اللحوم المصنعة، مثل قطع الدجاج والمشروبات الغازية والصلصات وبعض حبوب الإفطار والأطعمة المحلاة المكررة والخبز المحضر تجارياً والحلويات المعبأة مسبقاً، من بين أشياء أخرى.

نشرت نتائج البحث في دورية Clinical Gastroenterology and Hepatology.

- تأثير على الأمعاء

يقول نارولا، الأستاذ المشارك في قسم الطب ومدير عيادة أمراض الأمعاء الالتهابية، التابعة لمعهد «فارنكومب» لأبحاث صحة الأسرة الهضمية «استناداً إلى الأدبيات الناشئة، نعلم أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون لها آثار سلبية على صحة أمعائك على المدى الطويل وتحتوي على مواد مضافة ومواد لتعزيز مذاقها أو مدة صلاحيتها، بما في ذلك المواد الكيميائية غير الموجودة في نظامنا الغذائي المعتاد. يزيد تناول هذه الأطعمة من خطر الإصابة بمرض كرون».
يعرف هذا المرض أيضاً بـ «متلازمة كرون» و«التهاب الأمعاء الناحي»، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية. وجاء في موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية أن المرض «يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي... من أعراض وعلامات المرض: آلام البطن، إسهال (مصحوب بالدم إذا كان الالتهاب شديداً)، ارتفاع في درجة حرارة الجسم، فقدان الوزن».

- أسباب أمراض الأمعاء الالتهابية
يضيف البروفيسور أن «أسباب أمراض الأمعاء الالتهابية، inflammatory bowel diseases (IBDs)، غير معروفة نسبياً. وقد افترضنا أن هناك مجموعة من العوامل الجينية والبيئية والميكروبية متورطة. وتؤدي الأطعمة فائقة المعالجة إلى تحول الميكروبيوم، (وهو مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان)، إلى اختلال في التوازن البكتيري (dysbiosis)، مما يؤدي إلى رد فعل الجهاز المناعي ضد بعض الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء وتحفيز مسار التهابي يؤدي إلى داء كرون».

ويؤكد نارولا أن «مرض كرون» مرتبط أيضاً بالنظم الغذائية غير المتوسطية (الخاصة بالبحر الأبيض المتوسط)، والاستهلاك العالي للحوم الحمراء، فضلاً عن الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف والزنك والبوتاسيوم.

ويوضح أن معدلات مرض التهاب الأمعاء زادت في أميركا الشمالية وأوروبا منذ النصف الثاني من القرن العشرين وأن الإصابة تتزايد الآن في البلدان الصناعية الحديثة في آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. وأضاف أن هذا حدث جنباً إلى جنب مع «إضفاء الطابع الغربي» على النظم الغذائية، بما في ذلك زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.

- مخاطر صحية أخرى
وقال نارولا «بصرف النظر عن مرض كرون، فإن مثل هذه الأطعمة تحمل مخاطر صحية أخرى بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية».

وختم بالقول «علمتنا دراسة التنبؤات أن المرضى، الذين يعانون من مرض كرون، قد توجد مؤشرات حيوية في دمائهم لمدة تصل إلى خمس سنوات قبل أن يتم تشخيص إصابتهم بهذا الداء».