تورونتو (الاتحاد)

كانت مذيعة وجميلة ونجمة لامعة في سماء الإعلام الكندي، بقوامها الممشوق وشعرها الأسود الفاحم وخبرتها العريضة كمراسلة غطت أحداثاً جساماً مثل هجمات 11 سبتمبر والحرب في العراق وأفغانستان.. لكن كل هذا لم يشفع لها.. ما أن تغير لون شعرها حتى أطاحت بها المحطة التلفزيونية التي تربعت على عرشها خلال مسيرة مهنية رائعة استمرت عقوداً طويلة.
لا تحب ليزا لافلام (58 عاماً) تلخيص قصة حياتها على هذا النحو، وتقول إن الأمر أكثر تعقيداً من أن محطتها التلفزيونية طردتها يوم أصبح لون شعرها أبيض. لكن لم يمنع ذلك من تفجر موجة عارمة من الجدل المحموم في عموم كندا بشأن التحيز الجنسي والتمييز ضد كبار السن وأولئك الذي كلل الشيب رؤوسهم. لتجد لافلام نفسها محوراً للقصص الإخبارية بعدما كانت مهمتها تغطيتها، بحسب «نيويورك تايمز» التي أجرت مقابلة مع ليزا في تورنتو بعد نحو سبعة أشهر من الإطاحة بها.
بدأت المأساة المهنية عندما توقفت ليزا إحدى أشهر مذيعي الأخبار في كندا، عن صبغ شعرها خلال فترة تفشي كوفيد -19. فصالونات التجميل أغلقت أبوابها والجميع قيد العزل المنزلي، فتركت شعرها لحال سبيله، يخضع بحريته لقوانين السن. 
لم يعجب هذا كثيراً محطة «سي تي في»، أكبر شبكة تلفزيونية خاصة في البلاد التي ساهمت ليزا في سطوع نجمها على مدى سنين، فقررت الاستغناء عن خدماتها بقرار أثار صدمة متعددة المستويات والأبعاد. كانت نشرة الأخبار الوطنية التي تقدمها لافلام في CTV من أكثر النشرات مشاهدة، وقد فازت بجائزة وطنية كأفضل مذيعة أخبار قبل أشهر، ومع ذلك استغنوا عن خدماتها حتى من دون حفل وداع يليق بتاريخها. ونفى مالك الشبكة، بيل ميديا، أن «العمر والجنس والشعر الرمادي» لهم أي علاقة بالاستغناء عن لافلام التي عين بدلاً منها شاباً عمره 39 عاماً هو عمر ساشيدينا. وقد رفض محاولات عدة من نيويورك تايمز للحديث عن القرار. 
أما لافلام، فقد فوجئت بالدعم الهائل التي تتلقاه حتى من المعجبين في الشارع، وقالت  ذات مرة بتأثر بالغ «الناس لطفاء بشكل مثير للدهشة، كان الدعم مذهلاً. لقد كانت صدمة لي حقاً». وعبر «تويتر» بثت لافلام مقطع فيديو مدته دقيقتان، قالت فيه: «في سن 58، ما زلت أعتقد أنه سيكون لدي الكثير من الوقت لرواية المزيد من القصص التي تؤثر على حياتنا اليومية».
وأثار رحيلها مناقشات واسعة في جميع أنحاء كندا، خاصة بعد أن ذكرت صحيفة «غلوب آند ميل» أنه ربما كان مرتبطاً بلون الشعر الذي اختارت تركه رمادياً أثناء فترة الإغلاق مع تفشي كورونا. وقال كريستوفر واديل، الأستاذ الفخري للصحافة في جامعة كارلتون، المنتج الإخباري السابق في سي بي سي، هيئة الإذاعة العامة: «كانت مفاجأة كاملة عندما قرروا إنهاء عقدها مبكراً لأنه لم يكن هناك دليل واضح على أن «سي تي في» تقوم بعملية مراجعة أو كان أداؤها سيئاً بالفعل». وأضاف أن فترة لافلام البالغة 11 عاماً كمذيعة لنشرة الأخبار الرئيسية، اعتبرت نجاحاً في التصنيفات، خاصة مقارنة بمنافستها الرئيسية في سي بي سي.