نيويورك (الاتحاد)

باستمرار فإن العلاقة بين الإعلام وأقسام العلاقات العامة في المؤسسات والهيئات، ليست في أفضل أحوالها، فالصحافة تريد كشف الحقائق والأرقام والبيانات من أجل نقل الأخبار للجمهور.. والطرف الآخر يريد العكس أحياناً؛ لأن كل همه أن يروج فقط لنفسه. 
لذلك يستمر الصحفيون في مطاردة رجال الـ PR.. ويحدث العكس أحياناً. لكن ما فعلته منصة «تويتر» فاق التوقعات. لقد تخلصت المنصة تماماً من قسم الصحافة والإعلام لديها. مفارقة غريبة.. أليس كذلك؟! المنصة الإعلامية الأشهر في الفضاء الافتراضي، صوت الملايين، تصك الباب بقوة في وجه الصحفيين، بل وتقطع خطوط التواصل معهم، حتى صار كثيرون يعتبرونها بمثابة «صندوق أسود عملاق» ولسان حالهم يقول «باب النجار مخلّع». فمن كان يتخيل أن يحدث ذلك؟!
التقارير في الصحافة الأميركية تقول إن للأمر علاقة باستحواذ إيلون ماسك على المنصة.. ففي الوقت الذي يسرف - بحسب كثيرين - في نشر تغريداته، بل وتعزيز فرص ظهورها وانتشارها على المنصة، فإنه يضع سدوداً فيما يخص العلاقة مع الصحفيين الذي يقومون بتغطية أخبار المنصة.  فالعاملون في قسم الإعلام بالمنصة، بعضهم أقيل وبعضهم هرب بعد وصول ماسك؛ لذلك يجد كثير من الصحفيين أنفسهم في حيرة عندما يتعين عليهم الحصول على تصريح أو تعليق من مصدر مسؤول في «تويتر» بشأن كثير من القضايا التي صارت تطرحها نفسها على الساحة بعد هيمنة ماسك على المشهد كله، حسبما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
وصار من المعتاد أن تظهر قصص صحفية في نيويورك تايمز مثلاً أو وول ستريت جورنال أو وكالة أسوشيتدبرس، وقد تضمنت عبارات من نوع «لم يستجب «تويتر» لطلب التعليق».   وقال تشارلي شتاتلاندر، المتحدث باسم صحيفة التايمز: «لا يزال مراسلونا يجدون صعوبة في الحصول على تعليق رسمي من الشركة»، حيث يمتنع ماسك عن الرد على أسئلة الصحفيين، مكتفياً بالتغريد من برجه العاجي في أعلى قمة المنصة التي اشتراها بـ44 مليار دولار من حر ماله.. فمن يستطيع أن يلومه.
وتقول مارغريت سوليفان، كاتبة عمود في صحيفة الجارديان: «القاعدة في شركة كبيرة هي أن هناك مكتب اتصالات للشركات.. غالباً ما لا تحصل على تعليق.. غالباً ما تحصل على شيء غير صحيح أو غير مفيد. ولكن عادة ما يكون هناك شخص ما يسأله». المثير للدهشة أن يحدث هذا و«تويتر» تحت قيادة الرجل الذي قال إنه يريد أن تكون المنصة «ساحة كبرى تتيح فرصة التعبير عن جميع الأفكار، مهما كانت غير شعبية». وتشكك «نيويورك تايمز» في مثل هذا التوجه، قائلة إن العلاقات بين ماسك والصحفيين ليست جيدة جداً.