تامر عبد الحميد (أبوظبي)
برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبدعم من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ينطلق مساء اليوم مهرجان الفجيرة للمونودراما 2023، الذي يستمر حتى 24 فبراير الجاري، وتنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. وفي حديثه لـ «الاتحاد»، صرح محمد سعيد الضنحاني رئيس اللجنة العليا المنظمة لـ «الفجيرة للمونودراما 2023»، مدير الديوان الأميري بالفجيرة، أن القائمين على قمة المسرح وفعاليات الكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح «آي تي آي» الذي يقام تحت شعار «نجتمع من أجل الإنسانية والفنون الأدائية» بدعم من الأمم المتحدة عبر منظمة «اليونسكو»، اختاروا الفجيرة كأول مدينة عربية تستضيف هذا الحدث بالتزامن مع فعاليات المهرجان. ويحظى الكونغرس بحضور ومشاركة عالمية لافتة لأبرز الشخصيات من المتحدثين والخبراء والمفكرين وصناع القرار في مجال المسرح، كما يستضيف ضمن فعالياته أهم العروض الأدائية والمسرحية التي تحاكي التجارب الإنسانية لشعوب العالم، وتعكس ثقافات الدول عبر موضوعات العروض وأفكارها المختلفة.
في عيون الرحالة
يُفتتح المهرجان بأوبريت «الفجيرة في عيون الرحّالة»، وهو عرض مسرحي ضخم من تأليف وإخراج الفنان جهاد مفلح، تؤديه فرقة «إنانا السورية» للمسرح الراقص، على مسرح مركز وزارة الثقافة والشباب، لتسرد بعضاً من تاريخ الفجيرة الغني بالأفكار والأحلام وسيرة الطموحات. وعلى امتداد عقدين من الزمن، تصدر «الفجيرة للمونودراما» المشهد العربي والعالمي في مجال مسرح «الممثل الواحد»، وأضحى علامة فارقة ضمن المهرجانات المسرحية الأدائية. ومنذ انطلاقته في عام 2003، رسخ مكانته بين المهرجانات العالمية التي تدعم مجال المسرح. وقد حظي بقبول ودعم من أهم المسرحيين العالميين، كما عمل على استقطاب العديد من العروض المسرحية بمختلف اللغات والمواضيع، والتي عبرت عن ثقافة الآخر.
تظاهرة ثقافية
قال محمد سعيد الضنحاني رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، مدير الديوان الأميري بالفجيرة: إن المهرجان يعود هذا العام ليجمع 500 ضيف من الفنانين والمسرحيين من مختلف دول العالم، وأعضاء الهيئة الدولية للمسرح وممثلي أهم المسارح ومؤسسات الفنون الأدائية العالمية وصناع القرار في مجال المسرح، بهدف مناقشة قضايا وموضوعات الفنون الأدائية وتحدياتها المعاصرة.
وأكد الضنحاني أن المهرجان يشكل تظاهرة ثقافية مهمة في المنطقة، ونقلة نوعية في قطاع الحركة المسرحية ومتغيراتها التي يتأثر بها العالم، مشيراً إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بالاهتمام بقطاع المسرح، ودعم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، للمشاريع المسرحية والثقافية الرائدة، والتي تسهم في الارتقاء بالعمل المسرحي والفنون الأدائية في العالم.
عروض مختلفة
يستقطب المهرجان عدداً من أهم العروض المسرحية المختلفة، المحلية والخليجية والعربية والعالمية، منها: «مايسترو» من الإمارات للمخرج عروة العربي، و«أنتيجون» من المكسيك للمخرج ريفيوجيوو، و«الانتظار» من السودان للمخرج سيد أحمد أحمد، و«هاي! كيتي» من أرمينيا للمخرجة ريما بيبويان، و«حلم خادمة» من فرنسا للمخرج داريوس مارنيس، و«حتى إشعار آخر» من البحرين للمخرج جمال الغيلان، و«أحترق كالعنقاء» من العراق للمخرجة نجاة نجم، و«هي وهنّ» من لبنان للمخرج مشهور مصطفى.
«إنانا السورية»
تأسست فرقة «إنانا السورية» للمسرح الراقص بدمشق عام 1998، وقدمت خلال مسيرتها عدداً كبيراً من اللوحات الراقصة المقتبسة من التاريخ والحضارة وتراث الشرق الأوسط والفلكلور السوري برؤية درامية مبهرة، وسينوغرافيا ذات مؤثرات سمعية موسيقية أخاذة. وقدمت الفرقة على مدى 25 عاماً العديد من العروض والاستعراضات المميزة التي جابت فيها العديد من دول العالم، منها: الإمارات، الولايات المتحدة الأميركية، كندا، روسيا، أوكرانيا، الصين، الهند، السعودية، تركيا، مصر، المغرب، سلطنة عُمان، الكويت والبحرين.
فعاليات
ينظم المهرجان باقة من الفعاليات والندوات الفنية، منها: «الفجيرة بيت المونودراما» التي يشارك فيها رؤساء الوفود ورؤساء المهرجانات العربية الأخرى، وضيوف المهرجان. وتتألف الفعالية من جلستين: الأولى «تحديات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما» بمناسبة مرور 20 عاماً على انطلاقته، وكيف بدأ وترسخ كأحد أبرز الأنشطة الفنية في العالم، والجلسة الأخرى «العالم مر من هنا»، ويقدمها كل من محمد سعيد الضنحاني رئيس المهرجان، ومحمد سيف الأفخم، مدير المهرجان، إلى جانب العديد من الورش الفنية، ومنها: «التعبير الجسدي والصوتي».
ويشهد المهرجان على هامش العروض المسرحية في مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح وبيت المونودراما بمدينة دبا الفجيرة، جلسات نقدية تناقش موضوعات العروض وتطرح تساؤلاتها الوجودية والفكرية، بالإضافة إلى ورش مسرحية تفاعلية تستهدف المواهب الإبداعية وتطويرها في مجال المسرح والفنون الأدائية.