الشارقة (الاتحاد) 
استضافت القاعة الرئيسة في المهرجان الدولي للتصوير"إكسبوجر" المصور المغربي المقيم بفرنسا سهيل ـ أ، في جلسة ملهمة بعنوان "من تصوير حياة الشارع وصولاً إلى مشاريع المؤلفات العميقة"، تحدث فيها عن الدور الهام للتصوير في الشوارع وكيف يمكن أن يكون الأمر بمثابة نقطة انطلاق لبناء مشاريع كبيرة ذات طابع توثيقي.
واستند في حديثه على تجربته الحية في التصوير الفوتوغرافي في شوارع باريس، وسواها من المدن التي زارها حول العالم، وقام بتصوير الناس في طرقاتها، موضحاً كيف يمكن أن يستخدم التصوير كجسر للتواصل مع الناس، وتكوين روابط وصداقات، والغوص عميقاً في الروح الإنسانية.
استهلّ سهيل حديثه عما يعنيه له التصوير الفوتوغرافي قائلاً: "ذهبت للتصوير الفوتوغرافي لأني وجدت فيه حريتي"، ثم تحدث عن بداياته قبل 15 عاماً، واختياره السير في شوارع باريس وتصوير الناس هناك، وغالباً يجد سهيل هؤلاء الناس في الليل، لذلك يقول: "عادة أذهب ليلاً لالتقط صوري"، ويبرر سبب اختياره الشوارع ليصور فيها، بأنها المسرح الأكثر واقعية وحرية، وفيها الناس يتصرفون على طبيعتهم تماماً.
واستعرض سهيل العديد من الأساسيات والقواعد التي يجب أن يتقنها المصوّر الذي يختار أن يصور في الشارع، وأهمها من وجهة نظر سهيل التناسق في الظلال والأضواء، والوقوف في الزاوية والموقع الصحيح تقنياً، ومعرفة نوع العدسات التي تصلح أن تستخدم في الشارع، وكيفية ضبط إعدادات الكاميرا. وعرض على شاشة القاعة 11 قاعدة للتصوير في الشوارع، أبرزها أن يكون للمصور عالمه الخاص، وهويته البصرية المميزة، وأخذ موافقة الناس وعدم استغلالهم، وفهم المعمار الذي تتكون منه مباني الشارع الذي يلتقط المصور فيه صوره.
وعرض سهيل فيلماً عن صور معرضه الذي يشارك في "أمشي في باريس، بحب"، وبعدما انتهى الفيلم ذكر أن أكثر ما يجذبه في الشارع الباريسي، الأزياء الغريبة التي يرتديها الناس، ووجوههم وتناغمهم، ويفضل أن يلتقط وجوه كبار السن.  
وتحدث سهيل عن تصويره للحادث المأساوي الذي شهدته باريس في نوفمبر 2015 حين قام مجموعة أشخاص بإطلاق النار بشكل عشوائي في شوارع بيشا وأليبار ودي شارون ،وقد كان قريباً من مواقع إطلاق النار، حيث هرع إلى هناك ووثق ما حدث، وكذلك حريق كاتدرائية نوتردام عام 2019. وأنهى سهيل الجلسة مختاراً التحدث باللغة العربية، شاكراً زملاءه المصورين من المغرب، ومعرباً عن فخره بهويته المغربية الأمازيغية.