يُعتبر التصوير الصحفي من أهم العناصر الفنية التي تكسب الأخبار والتقارير الصحفية مصداقية وعمقاً، لما تبديه من قدر عال من الواقعية للحدث الذي تغطيه الصحافة بالكلمة المكتوبة. وفي كثير من الأحيان، تُحدث الصور الملتقطة في مناطق الأزمات والكوارث الطبيعية إحساساً غامراً بالصدمة والتأثر، ما يجعل من الإعلام عنصراً فاعلاً في التأثير على الرأي العام، محلياً وعالمياً.وقد توجه المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» لزواره بسؤال: هل سبق أن أثرت فيك صورة فوتوغرافية؟ محمد عصام سعد، متخصص تواصل علمي وصانع محتوى من مصر: هنالك العديد من الصور الفنية التي تنال إعجابي عادةً، ولكن أكثر الصور التي تترك أثراً في نفسي هي الصور الصحفية التي يلتقطها المصورون لتغطية الأحداث المأساوية حول العالم. ومن أكثر الصور التي أحزنتني، الأكثر انتشاراً للزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا هذا الشهر، وظهر فيها أب يمسك بيد ابنته من بين الأنقاض. وهو مشهد صعب لا أتمنى أن يمر به أي إنسان.
حمدة راشد الحمادي، مصممة جرافيك من الإمارات: كثيراً ما أشاهد صوراً مؤثرة، ولكل صورة قصتها، ولأنني من هواة التصوير فإنني أشاهد العديد من الصور على الإنترنت. وفي «إكسبوجر» هذا العام، لفتت انتباهي صورة لامرأة إماراتية شابة ترتدي البرقع، حيث كانت العارضة محاطة بالثلوج التي ليست جزءاً من بيئتنا، ووسط هذا التناقض ظهر جمال الزي الذي ترتديه، لتذكرنا بأن الزي التقليدي قد يكون أكثر من مجرد تراث.
آية حاتم، مندوبة مبيعات من مصر: كنت في زيارة إلى اليابان، وهناك ذهبت إلى متحف القنبلة الذرية في مدينة هيروشيما، ورأيت صوراً مؤثرة دفعتني للبكاء، ولاسيما التي تعرض شوارع المدينة وأحياءها بعد الكارثة. وقد التقط بعضها للأهالي وهم يحاولون مواصلة حياتهم بعد الحرب، وكان أكثر ما أثر في نفسي صور الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدرسة بين أنقاض البيوت والمباني، حيث حملت نظراتهم مشاعر كثيرة لا يمكن للكلمات أن تصفها.
محمد الأمين جايتي، طالب إعلام بالجامعة القاسمية من غامبيا: الصورة تحكي ألف كلمة، وفي أحيان كثيرة تمر على المرء صور توصل رسالة إنسانية خاصة، أو حتى تكتفي بتعريفك بالكثير عن المكان الذي التقطت فيه من دون عبارات مكتوبة. وكثيراً ما تؤثر علينا الصور لقوة المشاعر التي تنضح بها. وما زلت أذكر صورة رأيتها منذ زمن طويل لطفل يتيم، وكان جالساً في مكان مهجور بمفرده، والحزن يظهر على وجهه، وهو ما جعلني أشعر بأن كثيرين يحتاجون إلى من يساعدهم ويساندهم ويواسيهم.