الشارقة (الاتحاد)  شهد رابع أيام المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» حواراً ملهماً بعنوان «مكوك الفضاء: مستعدٌ للانطلاق» قدم فيه تشيب دوهرتي، المهندس السابق في برنامج أنظمة مكوك الفضاء، شرحاً مفصلاً لمحركات المكوك الفضائي الرئيسة الثلاثة التي يغذيها الهيدروجين السائل والأوكسجين السائل، والخزان الرئيسي والمعززات الصاروخية المزدوجة على طرفيه.وقال:«أمضى آلاف المهندسين والعلماء والفنيين عشرات السنين لتطوير وسيلة لوضع البشر في مسار حول كوكب الأرض، وأثمرت جهودهم بمكوك الفضاء الذي يعد أبرز مركبة نقل جوية في التاريخ البشري».

وتحدث عن منصبه في فريق الدعم بمركز كينيدي للفضاء، كعالم صواريخ ومهندس أنظمة التركيب والإطلاق والتغذية بالوقود، مع شرح مفصل لمنصات الإطلاق وأنظمة المراقبة والدعم، وآليات النقل اللوجستية التي تنقل المكوك إلى منصة الإطلاق، من مبنى التجميع، الذي يعد أكبر مبنى مؤلف من طابق واحد في العالم بارتفاع يبلغ 40 طابقاً.

وبعد تقديم حواره، استضاف دوهرتي نخبة من خبراء تصوير الفضاء والمتخصصين في تصوير مهام وبعثات وكالة الفضاء الأميركي «ناسا» ضمن جلسة بعنوان «توثيق الوقت في الفضاء»، تحدث خلالها المصور البريطاني آندي سوندرز عن صور مهام ناسا، التي يقوم بمعالجتها باستخدام التكنولوجيا المحسّنة، مشيراً إلى أهميتها باعتبارها تتعلق بأول صور التقطت لرحلة مأهولة إلى الفضاء، مستعرضاً صوراً لم تعرض من قبل، وتًظهر الكثير من تفاصيل رحلة أبولو 13.

وقال: «أثناء العمل على تحسين هذه الصور كنا نهدف إلى رفع جودتها لاكتشاف المزيد من تفاصيل الفضاء، ولكن أدركنا فيما بعد أننا نعيد اكتشاف كوكب الأرض، وساهمت الصور في العديد من قضايا مناصرة البيئة».
بدوره قال المصور جون آنغرسون: «بدأ تشكّل الدافع لدي نحو الاهتمام بالفضاء وتصوير التحضيرات والاستعدادات التي يقوم بها رواد الفضاء، بفضل قناة تلفزيونية كانت تعرض العديد من الأفلام الوثائقية، فقررت العمل على هذا الحلم منذ سن صغيرة. ولم أتجاوز 22 عاماً من عمري حين بدأت العمل مع وكالة ناسا، وكان الكثير من الناس يتساءلون كيف استطعت الوصول لذلك؟ وفعلاً حققت هذا الحلم وأصبحت مصوراً في هذا المجال».

وتابع: «وثّقت العديد من التفاصيل واللحظات الرائعة أثناء العمل برفقة رواد الفضاء في وكالة ناسا، وكانت لديهم طقوسهم الخاصة قبل التدريب، الذي كان يعد صارماً ويحتم عليهم الالتزام به لتحقيق الأهداف على أكمل وجه».
من جانبه، أشار دان وينترز إلى أن أول تجربة له في التقاط صورة للرحلات الخارجية لرواد الفضاء كانت مذهلة تماماً، متحدثاً حول عمله في توثيق الرحلات الفضائيّة منذ لحظات الإطلاق مروراً بالتحضيرات والجوانب العديدة لتاريخ الرحلات الفضائيّة التي شهدها، مشيراً إلى أن اختيار رائد الفضاء في هذه الأيام يعد مختلفاً تماماً عما كان عليه في السابق، حيث كانوا يعتمدون على طيارين لتدريبهم، ولكن الأمر أصبح متخصصاً بشكل أكبر، والرواد يأتون من عالم الفضاء فعلاً وليس من عالم الطيران.