خولة علي (دبي)
في بيئة جبلية تكتسي أرضها بـ 50 ألف وردة، خاض محمد عبيد المزروعي تحدياً في مزرعته بمنطقة «أعسمة» جنوبي رأس الخيمة. وخلال رحلة قضاها متنقلاً في الخارج بين المزارع المتخصصة، حوّل فكرة زراعة الورد إلى واقع ملموس بزراعة أنواع مختلفة من الورد، والتي لم تكن لتنجح في بيئة جبلية لولا إصراره وخبرته الطويلة. وتعلم من والده الذي يُعتبر من رواد المزارعين في المنطقة، وهذا الغرس الجميل جعله يمضي في رحلة الشغف بزراعة الورد ليمنح فرصة للزوار بقطفها وتشكيل باقاتهم بأنفسهم.
رغبة وشغف
محمد المزروعي بدأ رحلته في زراعة الزهور قبل 10 سنوات، نظراً لعشقه لها، فخلال أسفاره خطرت له فكرة جلب البذور من أميركا وبريطانيا وهولندا وزراعتها في الإمارات في ظروف بيئية تناسبها، ولا سيما مع اعتدال الأجواء في الشتاء. وتكللت هذه الفكرة بالنجاح عندما بدأ يشاهد الزهور وقد كست مساحة واسعة من المزرعة، وتم إنتاج عدد من البذور لتتمكن المزرعة أن تزرع من إنتاجها. ويشرف المزروعي على المزرعة بنفسه من غرس البذور إلى إنتاج الزهور، وفي كل ما يتعلق بعملية تسميدها وتغذيتها، ولا يوكل هذه المهام أبداً إلى مساعديه. ويعتبر أن وجوده بين الزهور في المزرعة سعادة يعيش تفاصيلها وهو يراقب ثمار جهده.
أشكال وأنواع
ويؤكد المزروعي، أن إنتاج البذور في المزرعة لا يعني أنه لا يستورد بذوراً جديدة، فدائماً ما يبحث عن التجديد وجلب زهور بديعة ومتميزة في مظهرها وتشكلاتها اللونية. والكثير من التجارب التي قام بها في زراعة الورد تكللت بالنجاح حتى أصبح يمتلك اليوم في مزرعته 50 ألف وردة، ومن أنواعها: الخطمية، الهليهوكه، الأستوك، الأستاتس، سناب دراجون، الجلايدلوس، وايت ديل، الدارا، والسالفيا. وقام هذه السنة بتجربة وزراعة اللفندر، التي أظهرت نمواً مبهراً في مزرعته.
الموسم
يسعى المزروعي لأن تكون الإمارات مصدرة للورد، فقد أثبتت مزرعته أنه لا مستحيل في إنتاج النباتات في أرض الإمارات، ولا بد من استغلال الأراضي الشاسعة في تأهيلها وتخصيصها لإنتاج نباتات الزينة، ومنها الورد وتصديره للخارج. ويذكر أن أجواء الإمارات مناسبة جداً لزراعة الورد، عدا عن تربتها ولا سيما في المناطق الجبيلة، حيث عادة ما يبدأ الموسم من شهر أكتوبر حتى نهاية شهر مايو.
وجهة سياحية
نتيجة لكثرة الاستفسارات حول مزرعته، ارتأى المزروعي أن يفتحها أمام العامة، حيث زارها في العام الماضي، 20 ألف زائر التقطوا صوراً عدة في المكان، وأخذوا معهم باقات وبذور بهدف زراعتها. والمزرعة تستقبل كبار السن مجاناً، وكذلك أصحاب الهمم والأطفال دون الـ 3 سنوات. وتُعتبر «ورد الإمارات» وجهة سياحية مهمة لمحبي الطبيعة الخلابة والباحثين عن اكتشاف ما تتمتع به مناطق الدولة من خيرات.