لكبيرة التونسي - تامر عبد الحميد (أبوظبي)

وسط حضور جماهيري لافت، اختتمت أمس فعاليات «مهرجان الحصن 2023» الذي تُنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والذي استمر لمدة 10 أيام في منطقة الحصن بأبوظبي، والتي تضم «قصر الحصن» و«المجمّع الثقافي» و«بيت الحرفيين»، حيث استمتع الحضور بمئات الفعاليات الثقافية والعروض الفنية والموسيقية والأدائية والعديد من المنصّات التي احتفت بتراث وثقافة أبوظبي.
شهد المهرجان حضوراً جماهيرياً كبيراً، وفي هذا الصدد، تقول رندة عمر بن حيدر، مديرة إدارة المهرجانات والمنصات الثقافية بدائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي، إن نجاح المهرجان الذي يُقام سنوياً في منطقة الحصن، يحتفي بثقافة أبوظبي وماضيها، ويستحضر البُعد الاجتماعي عبر فقرات عديدة صممت بإحكام، مما يحملنا مسؤولية أكبر، وبذل المزيد من العمل لتقديم برامج وفعاليات أكثر تشويقاً في نسخته المقبلة، خاصة في ظل إقبال الجمهور من مختلف الجنسيات على فعاليات وأنشطة الحدث.

أبهى حُلة
تجارب تفاعلية تشويقية قدمها المهرجان هذا العام، منها «العرس الإماراتي» و«الفريج» و«درب الزين» و«منطقة الحرفيين» و«البازار» و«منطقة المجتمع» و«المطبخ» و«مسرح المدرج»، وغيرها من المنصات التي كان لها حضوراً قوياً مستقطبة آلاف الزوار، وأوضحت بن حيدر أن الجميل في هذه الدورة، قدوم الزوار من مختلف الجنسيات للمهرجان وهم في أبهى حُلة بلباسهم التراثي، مما حول قلب أبوظبي إلى احتفالية كبيرة كان بطلها الجمهور العريض، الذي تفاعل مع الحدث الثقافي بصورة ممتعة ومميزة. 

أفكار إبداعية
إلى جانب فعالياته وأنشطته المميزة، منح المهرجان الفرصة للأفكار الشبابية الإبداعية، ضمن منطقة «البازار»، التي ضمت أكثر من 30 مشاركاً من الشباب الطموح الذي استوحى مشاريعه من وحي التراث الإماراتي، ووفر لهم بيئة خصبة لتقديم أعمالهم في أفضل صورة، وشكلت نقطة جذب للجمهور الذي تفاعل معها بشكل لافت.
وعبّر بعض الشباب عن سعادتهم بهذه المشاركة التي أتاحت لهم الفرصة لاستعراض مشروعاتهم في المهرجان، بعد أن كانت على «انستغرام» فقط.  وقالت نورة عبدالله التي شاركت بمجموعة من العبايات المرصعة بالكريستال والسواروفسكي، «إن حبي للتصميم جعلني أدرس وأتعلم وأصمم عباءات للأفراح والمناسبات». وبدورها أشارت كلثوم علي، صاحبة مشروع «تيرا» الذي يستعرض «الجوارب» المزينة برسومات تراثية، وأشياء من الذاكرة مثل «الحنة»، «الخنجر»، «البرقع»، إلى أن مشروعها المدعوم من «صندوق خليفة لتطوير المشاريع» نال استحساناً كبيراً.

تراث بحري
 أما فاطمة اليعقوبي التي استوحت مشروعها من التراث البحري، فأوضحت أنها عرضت مجموعة من الحقائب اليدوية من الجلد الطبيعي بصناعة محلية مستوحاة من «الديين»، الذي استخدمه الأجداد من الغواصين في جمع اللؤلؤ من أعماق البحر، ومن جانبها، أكدت نوف المانع أنها قدمت مشروعاً صديقاً للبيئة، عبارة عن «شموع الصويا» المستدامة، ويتضمن العديد من الروائح مثل الخزامى والليمون والبرتقال والرمان.
كما استعرضت عائشة الفهيم دليلاً سياحياً ذكياً، يرشد الزوار إلى الأماكن السياحية في أبوظبي، وتتطلع إلى تصميم كتب أخرى تروِّج للسياحة في بقية الإمارات.

فنون شعبية
وفي احتفالية ضخمة بعروض موسيقية وأدائية مبهرة، اجتمعت الفرق الشعبية في ختام المهرجان، ومنها فرقة «موسيقى شرطة أبوظبي»، فرقة «جمعية دبي للفنون الشعبية»، وفرقة «شباب العين للعيالة»، لتقديم لوحة فنية جمالية تعبر عن الموروث، وسط حضور كبير وتفاعل لافت، حيث أدوا استعراضات فلكلورية تراثية على وقع «العيالة» و«الرزيف» و«العازي»، مستعرضة فنونها كجزء من ملامح الثقافة الإماراتية.

احتفاء بالتراث
ويقول مصبح خلفان العزيزي، رئيس «شباب العين للعيالة»، الذي يشارك سنوياً بفرقته في المهرجان منذ انطلاقته: ينجح مهرجان الحصن سنوياً، في الاحتفاء بالتراث، ودعم الفرقة الشعبية والتراثية، من أجل تعريف الآخر على الفنون الإماراتية القديمة، التي كانت ولا تزال من الفنون الأصيلة التي تقدم في جميع المحافل والمناسبات الاجتماعية والوطنية، مشيداً بالدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في الحفاظ على الموروث، وإعادة إحياء الفنون الشعبية. 

من الذاكرة
لأن المهرجان يحتفي بثقافة أبوظبي وماضيها ويستحضر البعد الاجتماعي، فإن ساحاته زُينت بمشاركة مجموعة من المطاعم والمخابز ضمن منطقة «البازار» والتي شكلت جزءاً من ذاكرتها، ومنها مشاركة مطعم «قصر الهند» و«أول برانت» و«مخبز لبنان»، وغيرها من المشاركين الفاعلين في أبوظبي منذ زمن بعيد.

مسرح المدرج
أمسيات موسيقية غنائية تحيي الفن الجميل وتعيد ذكريات الماضي، شهدها مسرح المدرج في مهرجان «الحصن 2023»، وأداها نخبة من المواهب الواعدة، منهم: قصي المعمري وهزاع الظنحاني وسيف المعمري، والذين قدموا رفقة آلة العود باقة من أجمل أغنيات عمالقة الفن الإماراتي، من بينهم: ميحد حمد وعلي بن روغة وجابر جاسم، على نغمات أغنيات «قاصد» و«سيدي يا سيد ساداتي» و«يا نسيم الصبح» و«يالكوس يالمطلي». 

في حب الوطن
فيما جالت فرقة «موسيقى شرطة أبوظبي» ساحات المهرجان مؤدية معزوفات تراثية بمصاحبة آلات موسيقية قديمة مختلفة، وسط حضور جماهيري لافت، حيث قدمت إيقاعات ومعزوفات في حب الوطن، على وقع آلات «القرب» و«النحاسيات» وآلات الإيقاع والنفخ، وعن ذلك، يقول العميد سيف الشامسي، مدير إدارة المراسم والعلاقات، والمشرف على أجنحة شرطة أبوظبي في مهرجان الحصن: نجح المهرجان في تقديم تجارب تفاعلية غنية، ومجموعة من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية والموسيقية، فكان من فخرنا المشاركة في هذا المهرجان الثقافي الفني المميز.
وتابع: قدمت «موسيقى شرطة أبوظبي»، الفرقة التي تتكون من مجموعة من أمهر العازفين والموسيقيين، فقرات موسيقية تمزج في إيقاعاتها ونغماتها بين التحفيز والحماس، وأدت مارشات ومعزوفات متنوعة تجمع بين فنون «العيالة» و«الحربية» و«التغرودة».