خولة علي (دبي) 

توجه المهندس سعيد الكتبي للبحث في علم الأحافير، ودراسة العملات المستخدمة قديماً في الإمارات، ضمن بحثه في رسالة الدكتوراه عن الدولة والعملات المشفرة، والتعمق في ماضيها وحاضرها مع استشراف المستقبل. وأثناء بحثه الميداني في الصحراء وفي المواقع الأثرية الممتدة من رأس الخيمة إلى منطقة العين، لفت انتباهه جمال الأحافير البحرية التي اتخذت أشكالاً لكائنات عدة، تشير إلى تعرض المنطقة لتغيرات جيولوجية على مر العصور، ما دفعه إلى معرفة ماهية هذه الأحافير وتاريخها وأنواعها ومسمياتها، لتدوينها وحفظها وحمايتها من الاندثار.

رحلته في قراءة الكتب العلمية عن الأحافير وآراء علماء الجيولوجيا عنها، كانت بمثابة البداية لاكتشاف حقيقة هذه الأحافير والولوج بعمق في تاريخها بصحراء الإمارات، وأهم المناطق التي تشكلت فيها بفعل الظواهر الطبيعية. وقد اعتاد المهندس سعيد الكتبي أن يطور منهج بحثه في الميدان ودراسة الواقع بشكل علمي دقيق، لاكتشاف مدى توافقها مع الأبحاث وآراء المفكرين، متبعاً أحدث وسائل التكنولوجيا. 
خلال أبحاثه، توقف الكتبي أمام هذه الأحافير التي جذبته بأشكالها البديعة وتفاصيلها الدقيقة، والتي تعبر عن مكانة تاريخية وجيولوجية مهمة للمنطقة منذ عصور سحيقة، وكان كلما قرأ كتاباً عن الأحافير، اندفع بقوة على أرض الميدان لتصنيفها بالتقاط صور لأشكالها وأنواعها، ومقارنتها بالمراجع الموثقة عالمياً، مع التعرف على تاريخها الزمني واسم الكائن البحري وبيئته. وقام بتوثيق 20 صنفاً من الكائنات البحرية النادرة التي تعود إلى عصور قديمة، وهذا الاكتشاف يشير إلى قدم المنطقة والتغيرات الجيولوجية التي مرت بها. 

إصدار كتاب
وقام الكتبي من خلال هذه الأبحاث بتدوين ما اكتشفه من أحافير ترتبط بتاريخ المنطقة، وجمعه في إصداره العلمي «الاكتشاف الجديد»، وهو أول كتاب يتطرق إلى الاكتشافات الجديدة للأحافير في الإمارات، والذي يُعد مرجعاً للطلاب والباحثين في المستقبل، للحفاظ على هذه الأحافير من الاندثار وحمايتها من عوامل التعرية، ما دفعه إلى تصويرها وتوثيقها، كبداية لتصنيف الكائنات البحرية في الدولة. 
وواجه الكتبي الكثير من التحديات منها طبيعة الصحراء القاسية، والساعات الطويلة التي يقضيها في البحث والدراسة الميدانية، في ظل ضعف توافر أدوات البحث العلمي في هذا المجال. ولفته تفاعل الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما يقدمه من معلومات عن الأحافير، والرغبة في معرفة المزيد عنها، حيث تواصل معه خبراء من خارج الدولة، للتباحث في تاريخ هذه الأحافير ومسمياتها. 

تعاقب العصور
طوّع الكتبي مهارته الفنية في رسم الشخصيات الكرتونية لتسهيل بعض المعلومات عن التغيرات الجيولوجية للأحافير مع تعاقب العصور. ويُظهر من خلال رسومه التوضيحية البعد الزمني الجيولوجي للأحافير المكتشفة في دولة الإمارات. 

مراجع
ينصح الكتبي الباحثين بقراءة المراجع والكتب العلمية، مع ضرورة البحث الميداني وتلقي المعلومات من أصحاب الاختصاص، للحصول على تفاصيل أكثر شمولية ودقة. ويوصي كل من لديه رغبة في التعرف على مراحل التغيرات الجيولوجية في المنطقة، بزيارة الحديقة الجيولوجية في منطقة بحيص بالشارقة.