أحمد عاطف (القاهرة)

أكثر من مليون طائر، رصدتها الجهات البيئية في مصر خلال موسم الشتاء، حطت رحالها بعد رحلة طويلة من المنطقة الأوروبية، منها 27 نوعاً من الأنواع النادرة. وقد اهتم المسؤولون باعتبارها سياحة مهمة تنظمها بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
نائب مدير هيئة تنشيط السياحة ببورسعيد، محمد أبوالدهب، أوضح لـ«الاتحاد» أن الكثير من السياح حول العالم يهتمون بالسياحة البيئية، خاصة مراقبة هجرة الطيور التي تتميز بالإنفاق العالي، وتجذب الكثير من السياحة المحلية والدولية.
وأشار أبوالدهب إلى أنه تم التنسيق مع الجهات المختصة لتدشين مهرجان «بورسعيد الدولي» لمراقبة وتصوير الطيور، وهو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، حيث تم توجيه دعوات مجاناً لعشاق الطبيعة والحياة البرية ومراقبة أسراب الطيور المهاجرة، والمصورين الهواة والمحترفين، للتصوير داخل محمية «أشتوم الجميل» وداخل بحيرة المنزلة الأكبر في مصر، والتي سجل فيها أكثر من 200 نوع من الطيور المقيمة أو المهاجرة والنادرة، وتم رصد ما يزيد على 500 ألف طائر بالبحيرة، من أشهرها الفلامنجو، البجع، البلشونات، الزرزور، السمان، النورس، واللقالق.
وحول أسباب هجرة الطيور في هذا التوقيت واختيار بورسعيد بالتحديد، أوضح مدير محمية «أشتوم الجميل» الدكتور حسين رشاد لـ «الاتحاد» أن المنطقة تتمتع بموقع متميز على مسار هجرة الطيور الذي يمر بمصر، ويعتبر ثاني أهم مسار في العالم، حيث تعبر ملايين الطيور سنوياً من غربي آسيا وأوروبا إلى أفريقيا لقضاء فصل الشتاء.
وأوضح أن الطيور تهاجر إلى مصر في أسراب تباعاً تبدأ بـ «السمان» ثم «البط» ويليها «الفلامنجو» وسواها، تصل من شهر أغسطس وحتى ديسمبر وتستقر فيها خلال يناير وفبراير، والسبب الأساس في هجرتها لمصر أن المسطحات المائية في أوروبا تكون عبارة عن جليد ولا يوجد طعام للطيور في تلك الأثناء، لذلك تضطر للهجرة بحثاً عن الطعام والدفء والتزاوج، ثم تعود لتضع البيض في أوروبا. 
وتتميز «بورسعيد» بتنوع البيئات الطبيعية الجاذبة للطيور، ما أدى إلى قضاء أنواع مختلفة من الطيور لفصل الشتاء في «بورسعيد» التي تضم منطقتي طيور ذات أهمية دولية معلنة بوساطة المجلس الدولي للطيور Birdlife International من ضمن 34 منطقة داخل مصر، وهما ملاحة «بور فؤاد» وبحيرة المنزلة التي تضم محمية «أشتوم الجميل».