خولة علي (دبي) 

أبدى الحرفيون المحليون براعتهم وإبداعهم في الصناعات الحرفية لتضاهي أعمال حرفيين عالميين، من خلال منتجات شاهدة على إتقانهم ودقتهم واحترافهم، ومنها حرفة صناعة السكاكين، المرتبطة بالحرف التقليدية، وقد برع فيها صُنّاع السكاكين بأنواعها، ونجحوا في تحويل قطع حديدية إلى تحف فنية بديعة، وهذا ما لمسناه في أعمال يوسف إبراهيم البهلولي، المتقاعد في العقد الرابع من العمر، الذي استغل هوايته في إنتاج وإبداع لا يُضاهى. 

مما لا شك فيه أن للحرف دوراً مهماً في رفع وتنمية القدرة الابتكارية والإبداعية لدى الفرد، وتمنحه مساحة كبيرة للتفكير والتأمل لخلق منتجات غير تقليدية ومميزة، تسهم في تنمية الصناعات المحلية ودفع عجلة إنتاجها للأمام، من هنا حدد يوسف البهلولي منهجه وشق طريقة نحو حرفة ينطلق بها إلى مستويات صناعية ذات جودة عالية لتواكب الحداثة، مؤكداً أن هذه الهواية مازالت في بدايتها، لكنها تنتشر حالياً بين الشباب وباتت إبداعاتهم تنافس الصُنّاع العالميين. 

ورشته منزلية 
يفول يوسف البهلولي، إنه بدأ هذه الحرفة قبل ثلاث سنوات مع بداية الحجر الصحي، باستخدام أدوات بسيطة متوافرة لديه كالصاروخ والزوايا والمبارد، مع متابعة حثيثة لحرفيي السكاكين على «اليوتيوب»، من ثم تعرف على بعض الحرفيين المواطنين في الدولة واستفاد من خبراتهم وتوجيهاتهم، وكان لهم الأثر الكبير في تطور مهاراته في صناعة السكاكين، حتى انطلق في هذا المجال بثبات وقوة، واستطاع تجهيز ورشته المنزلية بآلة الصنفرة بالحزام والفرن الكهربائي وفرن الغاز والمنشار الأفقي وغيرها من الأدوات. 

مراحل الصناعة 
عن مراحل العمل يشير البهلولي، إلى أن كل حرفة مهنية بحاجة إلى صبر ودقة وإتقان حتى يظهر المنتج بجودة عالية، والعمل على حرفة صناعة السكين يبدأ من لحظة اختيار التصميم المطلوب واختيار نوعية المعدن، وبعدها يتم قص المعدن حسب التصميم ثم تأتي مرحلة الصنفرة بالأجهزة المتوفرة، ثم المعالجة الحرارية وتحديد الصلابة المطلوبة حسب نوع السكين والغرض من استخدامه، ومن ثم يتم اختيار مادة المقبض حسب التصميم وإلصاقها بالإيبوكسي المخصص للمعادن، وفي النهاية يتم سن نصل السكين. 

معادن مستخدمة
وعن نوعية المعادن المستخدمة، يوضح البهلولي: في العادة يتم صناعة السكاكين من الفولاذ القابل للمعالجة، وينقسم إلى قسمين: «كاربون ستيل»، وهو معدن قابل للصدأ، و«ستانلس ستيل»، وهو معدن مقاوم للصدأ، أما الفولاذ الدمشقي فيتكون من طبقات مطروقة بنمط معين، هناك أيضاً نمط «السان ماي» وهي تقنية يابانية تتكون من ثلاث طبقات، وأيضاً «الكو ماي»، وهي تشبه التقنية السابقة مضافاً إليها النحاس الأحمر. 

أنواع السكاكين
أوضح يوسف البهلولي، قائلاً إنه يجيد صناعة جميع أنواع السكاكين، ومنها سكاكين الشيف الياباني والشيف الغربي وسكاكين الصيد وسكاكين البيشك المحلية، ويسعى إلى تطوير مهارته في صناعة الفولاذ الدمشقي وبالتحديد نمط الموزاييك، الذي يعتبر أصعب أنماط الصناعة. 
ويسوق البهلولي صناعته من السكاكين المتميزة والفريدة في جودتها وقوتها على حسابه عبر «إنستغرام»، حيث يتواصل مع متابعيه لمعرفة آرائهم حول ما يقدمه من صناعات.