لكبيرة التونسي (أبوظبي)

ضمن المشاركات الدولية في مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، يتفاعل الزوار مع زخم كبير من الفعاليات التي تبرز عادات وتقاليد الشعوب، وتعبر عن المكونات الثقافية والحضارية للبلدان المشاركة، حيث يحظى الجمهور خلال هذا الحدث العالمي، بفرصة حضور العديد من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية، للاستمتاع بما يقدمه المهرجان من فنون وصناعات وحرف ترمز إلى حضارات العالم. 
في هذا الصدد تحظى مشاركة محافظة سقطرى في مهرجان الشيخ زايد بأهمية كبيرة، حيث يتوافد الزوار على قسمها الموجود ضمن جناح مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، ليتعرف العالم على سحر هذه الجزيرة، وما تمتلكه من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد مميزة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية ومهارات حرفية. 

ورش حية
أكدت الحرفيات المشاركات في قسم جزيرة سقطرى على أهمية الدعم الذي يقدمه المهرجان في نشر هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار، حيث تعكف الحرفيات على العمل في ورش حية أمام الجمهور ليقدمن مجموعة من الحرف اليدوية التقليدية، وأبرزها سف الخوص وغزل الصوف ونقش وصناعة الفخار، حيث تعرض الحرفيات أنواعاً متعددة منها «جسفاء» و«كاز» و«فوتي» و«قومه»، وهي أوان طينية لحفظ الماء ومنتجات لحفظ الحليب والأطعمة.
وقالت المشاركات، إن المهرجان يُعد فرصة للتعرف على عادات وتقاليد الشعب السقطري وصناعاته التقليدية اليدوية، ومختلف المنتجات المحلية، مثل المداخن بأحجام وبأشكال مختلفة، وسعف النخيل والسدو ومستلزمات التجميل والعود والبخور السقطري الذي يتميز بالتنوع، إضافة إلى التعريف بأنواع من الأشجار النادرة، حيث تنتشر أشجار «دم التنين» المعمّرة والشبيهة بالمظلات على قمم جبال جزر أرخبيل سقطرى اليمني.

الفخار 
وفي لقاء مع الحرفية «وفاء»، والمشرفة على قسم جزيرة سقطرى في مهرجان الشيخ زايد، قالت إن المشاركة جاءت للتعريف بما تزخر به الجزيرة من طبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة، مع الحرص على نشر الحرف التقليدية لتعريف الزوار بها في هذا المهرجان العالمي، والتي يحافظ عليها السقطريون منذ زمن طويل، خاصة حرفة صناعة الفخار والتي تمرّ بمراحل عدة، منها إحضار الطين، ثم خلطه بالماء، لتأتي بعدها مرحلة الصناعة، ثم عرضها تحت أشعة الشمس يوماً كاملاً، وفي اليوم التالي توضع في النار، لتأتي بعد ذلك مرحلة الزخرفة والتزيين بمادة مستخلصة من شجرة «دم الأخوين» وهي مادة صمغية حمراء، لتكون القطعة بعدها جاهزة للعرض، لافتة إلى أن الطين السقطري يتميز بجودته العالية، ناهيك عن جماليته.

سف الخوص
أشادت المشرفة وفاء، بدور ودعم مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، التي أتاحت للحرفيات الفرصة للمشاركة في مهرجانات الشيخ زايد وسويحان والظفرة، إضافة إلى مهرجانات أقيمت في جزيرة سقطرى، لتقديم المنتجات المتنوعة من السعف وترصيع الشيل والسدو والسواك الطبيعي وأدوات التجميل.  وعن صناعة سف الخوص وما يميزها عن باقي البلدان، قالت «هناك تشابه بين سف الخوص في الإمارات وفي جزيرة سقطرى، مع وجود اختلاف طفيف من ناحية سُمك ونعومة سعف النخيل المستعمل، حيث يكون رقيقاً، ولا زلنا نحافظ على هذه الحرفة بطابعها القديم، كما نصنع عبرها نفس الأدوات من سرود وسلال وغيرها، ونحن بصدد تطوير وصنع بعض الأدوات الحديثة التي لها استخدامات يومية، منها «المصرفة» و«مرحت» و«الحصير» وسلة اليد «مسفي» وحافظة الثياب «دقليهو» و«حتمي». 

«الشيلة فضة»
من الصناعات المميزة، التي تمارسها النساء حتى اليوم، حرفة تزيين الشيلة بالكريستال أو بعض الأحجار الفضية، والتي يطلق عليها «الشيلة فضة» التي كانت تستخدمها النساء قديماً مع الزي السقطري، وتعود تسميتها إلى العدد الكبير من الأحجار الفضية التي تزينها، ويتم ارتداؤها في الأعراس والمناسبات السعيدة، وتستغرق مدة تزيين الشيلة شهراً تقريباً.

السدو
من الصناعات التي يمكن للزوار التفاعل معها ضمن ورش حية، حرفة السدو، أو «محط» كما يطلق عليها السقطريون، حيث تعتمد هذه الحرفة على صوف الغنم، وتُصنع منه الملابس والأغطية والمفروشات، وهذه الصناعات لا تدخل فيها أي مواد صناعية إضافية لاعتمادها على الصوف الطبيعي.