لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

تتغنى أبوظبي بمواقعها الساحرة والبديعة، وتعكس إرث دولة الإمارات وثراء بيئتها التي تجعلها واحدة من أجمل الوجهات السياحية لعشاق الطبيعة، وتمثل المحميات الطبيعية إحدى هذه الوجهات التي نالت اهتماماً كبيراً من قبل حكومة أبوظبي، ما جعلها المكان المثالي لخوض مغامرات حماسية برفقة الأهل والأصدقاء ضمن أجواء رائعة وذكريات لا تنسى.
أولت الدولة جهوداً ضخمة لتحقيق التوازن البيئي من خلال الاهتمام بالمحميات الطبيعية، إذ تعتني محميات الإمارات بالحياة الفطرية والبحرية، ومن أبرز هذه المحميات الطبيعية التي يمكن زيارتها والاستمتاع بطبيعتها الفريدة، محمية «الوثبة للأراضي الرطبة» التابعة لهيئة البيئة - أبوظبي، والتي تُعد أول محمية طبيعية في إمارة أبوظبي تم الإعلان عنها عام 1998، تنفيذاً لرؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كونها موئلاً مناسباً للطيور المهاجرة، ومنطقة لتكاثر طائر الفنتير «الفلامنجو الكبير».  كما تعتبر المحمية واحدة من 19 محمية ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، وملاذاً لأكثر من 262 نوعاً من الطيور المهاجرة، وموطناً للعديد من الأنواع البرية الأخرى، حيث تم رصد حوالي 230 نوعاً من اللافقاريات، و11 نوعاً من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف، وأكثر من 35 نوعاً من النباتات النادرة.

الثعلب الأحمر والورل
يمكن لزوار محمية الوثبة أن يشاهدوا ويستمتعوا بأنواع عدة من الكائنات المختلفة، ومنها العقاب المرقط الكبير، الثعلب الأحمر، الضب، الورل، الأرنب البري، واليعسوب البنفسجي، إضافة إلى مجموعة كبيرة من النباتات المحلية والبرية، ومن خلال مسارات المشي المحددة داخل المحمية، يمكن للزوار التعرف على السمات البيئية والموائل الطبيعية، إضافة إلى منصة لمراقبة الطيور، وممارسة هواية التصوير لتوثيق رحلة لا تنسى، وتقوم هيئة البيئة - أبوظبي بإدارة وتشغيل هذه المحمية ومراقبتها بشكل كامل، لضمان سلامة هذا الموئل الذي يتميز بالثراء والتنوع. 

  • المحمية وجهة مثالية لعشاق الطبيعة (الاتحاد)

أجهزة تعقب
وتعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة هي الموقع الوحيد في منطقة الخليج العربي التي يتكاثر فيها طائر «الفلامنجو» بشكل منتظم، منذ عام 2011 إلى يومنا هذا، كما قام علماء وخبراء هيئة البيئة برصد عدد 3 حشرات جديدة من اللافقاريات في المحمية للمرة الأولى، منها الدبور صائد العناكب ونوع من فصيلة دبور الوقواق، ومنذ عام 2005، تقوم الهيئة بتتبع الأنواع المهمة من الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية، باستخدام أجهزة تعقب «جي إس إم»، ويهدف برنامج التتبع إلى مساعدة الهيئة على دراسة مسارات الهجرة ومحطات الاستراحة والتزود بالغذاء التي تستخدمها الطيور، للتعرف على مساراتها ودراسة سلوكياتها وما تفضله من موائل، والتي كان لها أثر كبير في وضع الخطط المناسبة للحفاظ عليها.

اتفاقية رامسار
أُدرجت محمية الوثبة للأراضي الرطبة في عام 2013 ضمن قوائم اتفاقية «رامسار للأراضي الرطبة»، فضلاً عن كونها أول موقع في المنطقة يُضاف عام 2018 إلى القائمة الخضراء للمحميات ومناطق الحماية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، لتنضم إلى 40 موقعاً في مختلف أنحاء العالم، كما رُشحت المحمية مؤخراً لجائزة السياحة المسؤولة في الشرق الأوسط ضمن جوائز السفر العالمية، وهي تقع على بعد 45 كلم جنوب شرق جزيرة أبوظبي، و3 كلم من منطقة مصفح، مما يسهل وصول الزوار إليها.

«الفلامنجو»
تفسح «محمية الوثبة» المجال للزوار من عشاق السياحة البيئية، للدخول من دون رسوم، من الثلاثاء إلى الأحد من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة والنصف مساءً، حيث تُعد مكاناً مثالياً للعائلات والأطفال للاستمتاع بالطبيعة، ومشاهدة أعداد نادرة وكبيرة من طيور النحام «الفلامنجو»، ما يجعل هذه الرحلة شائقة للغاية، خاصة للصغار، كما يوجد كوخ لمراقبة الطيور يحتوي على نوافذ تمكّن الزائر من مشاهدة الطيور من أقرب مسافة ممكنة دون إزعاجها، لكن تذكر أن تحتفظ بكمية كافية من مياه الشرب، مع ارتداء قبعة للوقاية من أشعة الشمس.