خولة علي (دبي) 

تواصل حملة «أجمل شتاء في العالم» في دورتها الثالثة، إبراز معالم السياحة الداخلية والتعريف بما تتمتع بها الطبيعة المحلية من مقومات طبيعية خلابة، متمثلة في شواطئها وصحاريها وأيضاً جبالها التي تشهد حالياً نشاطاً وحركة واسعة من محبي سياحة المغامرات الجبلية، والراغبين في خوض تجربة غير تقليدية في مناطق عدة بالدولة.
وتعد سياحة المغامرات الجبلية إضافة جديدة لقائمة السياحة نتيجة تنوعها البيئي، مما جعل منها مقصداً مهماً لمن يبحث عن الإثارة والمتعة والمغامرة، واستكشاف مسارات جديدة أسهمت في زيادة برامج وفعاليات وأنشطة السياحة الجبلية، بمساهمة الشباب المغامر في إرساء دعائم هذا النوع من السياحة. 

تشير المغامرة منال آل علي، إلى أن المغامرات والأنشطة الخارجية، مثل «الهايكنغ» والتخييم وتسلق الجبال من النشاطات التي تشهد إقبالاً كبيراً من قبل الشباب بمختلف الفئات العمرية، بهدف تسليط الضوء على جمال الطبيعة والمناظر الخلابة، واستقطاب السياح والزوار للتعرف على التضاريس الطبيعية للجبال والكهوف والوديان وينابيع الإمارات، حيث يلعب الشباب المغامر دوراً كبيراً في إبراز سحر الطبيعة في الدولة. 
ومن خلال مشاركتها عضوة في فريق تنظيم الرحالات الجبلية، تجد آل علي أن أغلب الزوار والمشاركين يبحثون عن رحلات تحقق لهم التغيير والتجديد، بعيداً عن روتين العمل وضغوطه، لذا يزداد الإقبال على هذا النمط من السياحة مع قدوم فصل الشتاء وتحسن الطقس للقيام برحلات ومغامرات وسط أجواء شتوية رائعة.

مسارات جبلية
وأكد سلطان العبيدلي، مختص بأنشطة المغامرات والسياحة الجبلية ومؤسس شركة الساحل للمغامرات في خورفكان، أن هناك اتجاهاً لتطوير المناطق الجبلية، وجعلها ملاذاً آمناً لكل من يبحث عن السياحة، وسط الطبيعة وبعيداً عن صخب المدينة، وقد نجح عدد من المغامرين في استكشاف الطرق والمسارات الجبلية والتعرف على ما تتمتع به هذه الجبال من أودية ومغارات وغيرها من الأماكن التي أصبحت مقصداً لمحبي الطبيعة ليعرجوا إلى قلب الحياة الجبلية، كما أن هناك شركات تضع برامج تعليمية قيادية لتأهيل الفرق وتطوير قدراتها في التعامل مع مختلف ظروف هذا النمط من الرحلات، وغالباً ما يتم تعاونها مع المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات لتنفيذ برامج وورش متنوعة، وإعطاء الصورة الحقيقية لرحلات المغامرات والهدف منها.

تنوع بيئي 
ويرى العبيدلي أنه مع في نمط الحياة المعاصرة ووتيرتها المتسارعة، نجد الكثير من الأفراد يتجهون إلى رحلات المغامرات، لتغيير نمط حياتهم والترويح عن أنفسهم والخروج من المناطق المغلقة إلى المفتوحة في الهواء الطلق. ويتابع أن وجود هذا التنوع البيئي في دولة الإمارات أسهم بشكل كبير في تنوع القطاع السياحي، وتطوير المناطق الجبلية وتوفير الخدمات فيها وتشييد استراحات ومطاعم وفنادق بمناطق المرتفعات، حتى أصبحت الإمارات ملاذاً للكثير من السياح، خاصة في ظل اعتدال الأجواء، موضحاً أن حملة «أجمل شتاء في العالم» أسهمت في تغيير نظرة الناس إلى السياحة التقليدية بحثاً عن سياحة مختلفة ورغبة في استكشاف جمال الطبيعة التي تنعم بها دولة الإمارات من شواطئ وصحراء وسلاسل جبلية شاهقة. 

«جرّبها»
وتلفت كلثوم علي، مغامرة ومنظمة رحلات جبلية، إلى أن حب الشباب المغامرين للطبيعة دفعهم لجذب الناس وتحفيزهم على تجربتها، من خلال توثيق رحلاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، قائلة: باعتباري واحدة من المنظمين للرحلات الداخلية من مسير جبلي والمبيت بين الجبال، لاحظت مدى استحسان الزوار من الداخل والخارج لهذا النوع من السياحة، خاصة مع إطلاق حملة «أجمل شتاء في العالم» التي دفعت الشباب المغامرين إلى استكشاف أماكن أكثر لتوثيقها وتحفيز المواطنين والمقيمين والسياح على تجربة وخوض رحلة مميزة ومختلفة وأكثر فائدة للنفس والبدن مع تحقيق جانب المتعة. وقد نظمت كلثوم مشروع «جرّبها»، لتسليط الضوء على السياحة المحلية وتجربة فكرة جديدة ومختلفة للسياح، من خلال برامج خاصة للتعرف على الطبيعة وثقافة التعامل معها، وتنظيم رحلات في بعض المناطق البرية والجبلية وأيضاً صيد القبوب أو السلطعون، وذلك لإنعاش السياحة المحلية بطريقة ممتعة ومفيدة.

تجديد الطاقة
قال هزاع الحبسي، المرشد السياحي للمناطق الجبلية ومستكشف مساراتها، إن إطلاق مبادرة «أجمل شتاء في العالم»، خطوة مهمة لتشجيع السياحة الداخلية وجذب أنظار العالم لما تتمتع به دولة الإمارات من طبيعة خلابة وبيئة ساحرة، ومع اهتمام الدولة بالمناطق الجبلية وتأمين طرقها ومساراتها أسهم وبشكل كبير في لفت أنظار محبي السياحة الجبلية والراغبين في استكشاف ما تحويه هذه المرتفعات من أودية ونباتات وحيوانات، والاستمتاع بالطبيعة وهدوئها وسحرها وتجديد طاقة الفرد وإعادة التوازن لنفسه.