لا تكف الشمس عن الحركة في الأفق، لكن أين تشرق الشمس أولا؟
 
التفسير الأولي الذي يتبادر إلى الذهن هو أن أول منطقة في الأرض من جهة الشرق هي التي تستقبل الشمس صبيحة كل يوم، لكن الأمر أعقد من ذلك بكثير.

من منظور مادي، لا يوجد هناك أول شروق للشمس في الأرض، بحسب ما يقول كاميرون هولمز، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، على ما يفيد موقع "لايف سيناس" العلمي.

ويقول هولمز إن هناك فقط سلسلة إشراق دائمة للشمس تحدث في أماكن أبعد من الغرب، وليس صحيحا أن هناك أولا أو أخيراً في شروق الشمس.

ولتتبع الوقت، ابتكر البشر نظاما افتراضيا من أجل حفظ الوقت، مثل المناطق الزمنية وخط التاريخ الدولي (الوهمي)، الذي يشرح أين ينتهي اليوم ومتى يبدأ اليوم التالي.

ولذلك، يقول العالم الفيزيائي إن أول شروق للشمس في الكرة الأرضية يبدأ وفقا لخط التاريخ الدولي من الناحية النظرية.

ويمر خط التاريخ الدولي من منتصف المحيط الهادئ، وتحديدا بمحاذاة خط الطول 180 درجة.

وعلى الرغم من أن خط التاريخ الدولي مستقيم في الغالب، لكن هناك بعض الأماكن التي ينحرف فيها تجنبا لتقسيم بلد واحد إلى منطقتين زمنيتين أو لأسباب سياسية وأخرى اقتصادية.

على سبيل المثال، هناك نتوء في هذا الخط لنحو 3200 كيلومتر شرق كيريباتي، وهي مجموعة جزر متداخلة مع خط الاستواء.

ولدى هذه المجموعة، أبكر فترة زمنية على وجه الأرض بواقع 14 ساعة تزيد على التوقيت العالمي (غرينتش) في معظم أيام السنة مثل الطقس المعتدل، وعليه يجب أن تكون هذه المنطقة أول من يرحب بشروق الشمس على الكرة الأرضية، وخاصة جزيرة الألفية أو جزيرة كارولين شرق هذه المجموعة هي التي ترى الشمس أولا مع صباح كل يوم.

لكن هذا الأمر لا يحدث دائما، إذ تميل الأرض بنحو 23.5 درجة، وبالتالي فإن الطريقة التي تسقط فيها أشعة الشمس على الأرض تتغير على مدار السنة.

ومثلا، خلال الانقلاب الشتوي في 21 و22 ديسمبر، تشرق الشمس على مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وتضيء معظم القارة القطبية الجنوبية على معظم ساعات اليوم.

وفوق 66.6 درجة جنوبا بقليل، تنخفض الشمس تحت الأفق لفترة وجيزة قبل أن تبدأ الشروق لعدة دقائق بعد منتصف الليل.