قال فريق كبير من الباحثين المنتسبين إلى مجموعة من المؤسسات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إنه حقق نتائج واعدة في المرحلة الأولى من تجربة سريرية تهدف إلى اختبار فعالية وسلامة لقاح مضاد لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
في ورقتها المنشورة في مجلة "Science"، تصف المجموعة استخدام نهج المناعة الأولية الذي يستهدف السلالة الجرثومية في تطوير اللقاح ومدى جودة أدائه خلال التجربة السريرية الأولية.
يعمل الباحثون الطبيون منذ عقود على تطوير لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية، دون أن ينجحوا بعد في ذلك، للأسف. المشكلة، كما لاحظ الباحثون في هذا الجهد الجديد، هي أن الفيروس، (HIV) المسؤول عن المرض، يتحور بسرعة كبيرة. فمع الانتهاء من التجارب السريرية الضرورية لتطوير اللقاح، يكون الفيروس قد تحوّر وتغير بطرق تسمح له بالتغلب على اللقاح. وقد دفع ذلك الباحثين إلى محاولة تطوير لقاحات تحتوي على الخلايا البائية التي تحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة معادلة على نطاق واسع ترتبط بأجزاء من الفيروس لا تتغير كثيرًا عندما يتحور.
في استراتيجية جديدة، طور الباحثون بروتينًا يسمى "gp120" يرتبط بجزء فريد من سطح فيروس HIV، وهو الجزء الذي يساعد الفيروس على شق طريقه إلى الخلايا البشرية. أظهر عملهم أن هذا الجزء من الفيروس لا يتغير أثناء الطفرات. ثم أضافوا مواد أخرى تحفز الجهاز المناعي على إنتاج الخلايا البائية التي تحتوي على بروتين gp120.
بعد الاختبار الأولي في المختبر، أجرى الباحثون المرحلة الأولى من التجربة السريرية لاختبار ما إذا كان اللقاح يحفز جهاز المناعة على تكوين الأجسام المضادة كما هو مأمول. استعان الباحثون بـ48 متطوعًا، لم يكن أي منهم مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية، للمشاركة في التجربة. تلقى 36 منهم اللقاح الجديد، بينما عمل 12 كعنصر تحكم.
أُخذت عينات دم أسبوعياً من المتطوعين لمدة 16 أسبوعًا. في نهاية التجربة، أنتج 35 من المتطوعين، الذين تلقوا اللقاح، الأجسام المضادة المطلوبة. ولم يبلّغ أي منهم عن أي آثار جانبية خطيرة.
بات الآن يلزم إجراء مزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كانت الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاح تمنع بالفعل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.