اكتشفت دراسة جديدة دواء محتملاً من بين الأدوية المتوفرة لعلاج سرطان الخلايا الكلوية، وهو مرض يصعب اكتشافه وتمتع بمعدل وفيات مرتفع.
حدد باحثون من معهد "ويلكوم سانجر" وجامعة كامبريدج في بريطانيا، الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا البلعمية الكبيرة (macrophage) التي تعبر عن الجين IL1B باعتباره حاسما في تطور الورم.
أوصت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Cancer Cell، بأن تعتبر الخلايا البلعمية الكبيرة IL1B بوصفها هدفا واعدا لعلاج الأورام الخبيثة في الخلايا الكلوية نظرًا لأن هذا النوع من الخلايا قد استهدف بالفعل باستخدام الأدوية الموجودة التي تمنع الإصابة بسرطان الرئة.
ستكون الخطوة التالية، التي يتم العمل بالفعل على استكشافها، هي التجارب السريرية لإثبات أن استهداف IL1B يمكن استخدامه لمنع سرطان الخلايا الكلوية بشكل فعال من التكون أو النمو.
في هذا البحث الجديد، درس الباحثون في معهد "ويلكوم سانجر" وجامعة كامبريدج أكثر من 270 ألف خلية مفردة و100 عملية تشريح دقيقة من 12 مريضًا يعانون من أورام الكلى. أخذت عينات من أجزاء مختلفة من الورم وكذلك من أنسجة الكلى الطبيعية. تم تحليل هذه العينات باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية إضافة إلى تحديد الموقع الدقيق لخلايا معينة داخل الأنسجة.
سلط هذا التحليل الضوء على نوع معين من الخلايا المناعية، وهي الخلايا البلعمية الكبيرة التي تعبر عن الجين IL1B، وهو موجود بكثرة في أطراف الأورام.
يقول الدكتور رويان لي من معهد ويلكوم سانجر "إن استخدام كل من التسلسل أحادي الخلية والنسخ المكاني سمح لنا باكتشاف ليس فقط أنواع الخلايا الموجودة في أورام سرطان الخلايا الكلوية هذه، ولكن أيضًا بكيفية تنظيم أنواع الخلايا في المكان. يعني هذا النهج أنه يمكننا تحديد الخلايا البلعمية الكبيرة التي تعبر عن جين IL1B بدقة عند الحواف الأمامية للأورام، والتي تعمل تقريبًا كطليعة لنمو الورم".
ستكون النتائج ذات أهمية خاصة للمرضى الذين يعانون من مرض فون هيبل لينداو، Von Hippel-Lindau (VHL) disease، والذين يرجح أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأورام عديدة ومستمرة. وبينما يمكن مراقبة أورام الكلى واستئصالها جراحيًا قبل أن ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، فإن أورامًا جديدة ستتشكل وهناك حد لعدد المرات التي يمكن فيها للمرضى الخضوع لعملية جراحية قبل أن يفقدوا وظائف الكلى.
يخطط الباحثون بالفعل لإجراء تجارب سريرية لاختبار ما إذا كان استهداف الخلايا البلعمية الكبيرة IL1B يشكل علاجًا فعالًا لمرض سرطان الخلايا الكلوية. فحقيقة أن الأدوية الموجودة، أثبتت فعاليتها في الوقاية من بعض سرطانات الرئة توفر الأمل في أن هذه التجارب قد تحقق نتائج واعدة. يقول الدكتور توماس ميتشل من معهد ويلكوم سانجر وجامعة كامبريدج "أنا متفائل بأن استهداف الخلايا البلعمية الكبيرة IL1B قد يوفر لنا طريقة لعلاج سرطان الخلايا الكلوية دون اللجوء إلى الجراحة".
وأضاف "سيكون هذا مهمًا بشكل خاص للمرضى المصابين بمرض داء فون هيبل لينداو لأننا يجب أن نكون قادرين على منع تكوّن الأورام في المقام الأول من خلال التركيز على جذورها الجينية، بدلًا من انتظار نموها وإزالتها. فكما هو الحال بالنسبة لجميع أنواع السرطان، كلما استطعنا التدخل مبكرًا كان ذلك أفضل".