هناء الحمادي (أبوظبي)

تحظى كل من تقنية الواقع الافتراضي، والواقع المعزز بشعبية واسعة ضمن مجال التكنولوجيا الناشئة، فالتجربة الغنية التي تمنحها هذه التقنيات، جعلتها متفردة عن غيرها، والإمكانات المتقدمة التي تمتلكها، أولتها أهمية كبيرة في مجالات مستقبلية متعددة، كمستقبل الألعاب والتسويق، والتجارة الإلكترونية، والتعليم. من هنا عملت إيمان أحمد، خريجة كليات التقنية العليا في دبي 2019، تخصص هندسة كهربائية، في مجال الواقع المعزز والافتراضي منذ عام 2018، وأسست شركة إماراتية تعمل في مجال الواقع المعزز والافتراضي عبر «الميتافيرس».

 

مسيرة إيمان حافلة بالكثير من الإنجازات التي تفتخر بها، حيث كانت تعمل خلال المرحلة الدراسية في الفترة المسائية بشركة خاصة، كمدير مشاريع للواقع المعزز الافتراضي.
وبعد التخرج في الكلية، قررت تنفيذ فكرة مشروعها الخاص، وساعدتها على ذلك ظروف العمل في مجال تخصصها بالهندسة الكهربائية في هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة. ونتيجة شغفها بمجال «الميتافيرس» أنشأت شركة متخصصة في هذا المجال واختارت لها اسم Avitech، حيث تسعى لتوظيف هذه التكنولوجيا بالشكل الصحيح، واستخدامها في حل المشكلات التي تواجه القطاعات الحيوية، بالإضافة إلى استخدامها في المجالات الترفيهية والتعليمية.

صعوبات
وقالت إيمان: تخصصي المهني في عالم الهندسة الكهربائية، جعلني أتمكن من العمل في إحدى الجهات الحكومية بمجال التدقيق على المخططات الكهربائية للبنى التحتية، بالإضافة إلى تكليفي بمهام مدير قسم الاستراتيجية وتطوير الأداء. 
وفيما يتعلق بمجال «الميتافيرس»، قالت: هذا هو شغفي، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرتي، تمسكت بهذا التحدي، لاسيما أن «الميتافيرس» أصبح الآن من أهم المجالات الأساسية في العالم، وها أنا اليوم بفضل إصراري وتمسكي بحلمي قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال.

ذكاء اصطناعي
شعرت إيمان بالفخر عندما حصلت على «جائزة المرأة في الذكاء الاصطناعي» فئة الشركات الناشئة، وقالت: شعور جميل حين يتوج العمل المميز بالتكريم، خصوصاً إذا كان بعد فترة طويلة من الجهد والتعب، والأجمل من هذا الشعور هو ذكر اسم دولة الإمارات واقترانه بهذا الإنجاز، ودائماً أطمح لرفع اسم وطني عالياً، وأن أكون مصدر فخر لها، لأن فضلها كبير عليّ، وكانت سعادتي لا توصف عندما تفوقت على المشاركات في هذه المسابقة العالمية، وهذه مجرد بداية والقادم أفضل.

دعم المرأة 
وحول دعم القيادة الرشيدة للمرأة، تؤكد إيمان أحمد أن الإماراتية نشأت على كلمة لا للمستحيل، لذا نجدها متميزة في مختلف الميادين، بعدما وضعت مجتمعها ووطنها في قلب اهتماماتها، وأثبتت أنها على قدر المسؤولية، متسلحة بالرعاية الكريمة التي خصها بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، والدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة التي تدفعها دوماً للمساهمة في مسيرة الإنجازات الوطنية.

«الديجتال آرت»
دعم الشباب يظل الشغل الشاغل الذي تسعى إليه إيمان في مبادراتها الشبابية، حيث قدمت من خلال شركتها إحدى هذه المبادرات خلال «مهرجان سكة الفني»، حين تعاونت مع فنانين شباب لطرح تقنية «الديجتال آرت»، التي تهدف إلى إضفاء أبعاد جمالية جديدة لأعمال الفنانين، وتحويل لوحاتهم إلى واقع معزز.
وتابعت: تهدف هذه الخطوة إلى إدماج تكنولوجيا المستقبل في المجال الفني، بالإضافة إلى دعم المواهب الفنية الشابة، والتعريف بإبداعاتهم على نطاق أوسع من خلال دمج أعمالهم مع أبعاد هذه التقنيات الجديدة.  
وذكرت إيمان أن هذه التقنيات الفاعلة تمكننا من طرح العديد من برامج التدريب المتكاملة، التي يمكن من خلالها الاستغناء عن شخصية المحاضر والاستعانة بنظارات افتراضية قادرة على تقديم كل البرامج والمعلومات المطلوبة، واستخدامها من قبل عدد غير محدود من المتدربين.

حلول وتطبيقات
الطموحات في حياة إيمان أحمد لا تتوقف، حيث تسعى بالعمل والاجتهاد وتطوير نفسها من أجل حل مشكلات الإنسان والحفاظ على البيئة، لذا وضعت خطة استراتيجية تحتوي على حزمة مشاريع ترغب في تطبيقها، وهي عبارة عن حلول وتطبيقات متطورة في «الميتافيرس» تسهم في تطوير قطاعات حيوية مثل الصحة والطاقة والتعليم والبيئة.

جودة الحياة
تسعى إيمان خلال الخمسين عاماً المقبلة إلى تطبيق طموحاتها في الذكاء الاصطناعي، ومنها توظيف «الميتافيرس» في مساعدة ومساندة المجتمع، واستخدام هذه التقنيات في تطوير جودة الحياة.