أبوظبي (الاتحاد)

مع شراء إيلون ماسك «تويتر»، تجدد الحديث مرة أخرى عن «مطاريد» تويتر، المحرومين من المنصة الشهيرة، الذين تم إيقاف حساباتهم الخاصة إلى الأبد، بحيث لم يعد بمقدورهم التغريد أو التواصل مع متابعيهم عبر الطائر الأزرق المثير للجدل، مع أن جمهورهم بالملايين. اعتلاء الملياردير ماسك عرش «المنصة» فتح باب الأمل أمامهم.. فمن هم أولئك المنفيون خارج «تويتر»؟!.. إنهم رؤساء سابقون وسياسيون وناشطون في المجال العام وصحفيون ومذيعون ورجال أعمال، وبينهم أيضاً نساء. تم حظرهم في أوقات مختلفة، لأسباب متفاوتة. لكنهم في أغلبهم من أهل اليمين.. ليس اليمين العادي، بل ما بعد اليمين، حيث التطرف في أعلى مستوياته والتسامح الإنساني عند أدنى حالاته، وبالتالي فتغريداتهم، صادمة أحياناً، تهدد الأمن والسلامة وتنتهك القواعد واللوائح التي وضعتها «تويتر» لضمان بقائها ساحة للتعبير من دون منغصات أو تهديدات أو إساءات من أي شكل ولون.

ومع ذلك، تثير فكرة الحرمان أو المنع ذاتها علامات استفهام كثيرة وتساؤلات معقدة بشأن حرية التعبير وحدودها أين ومتى تنتهي وهيمنة رجال الأعمال الأثرياء على وسائل الإعلام، ومن يحق له وضع المعايير والقواعد وكيف يدير وينظم العلاقة بين أصحاب الرأي والجمهور في أوقات الأزمات والاستقطاب؟! أسئلة كثيرة ستظل معلقة في الهواء، يدور حولها جدل كبير لن يتوقف. لكن ثمة مفارقات غريبة تنطوي عليها قرارات المنع، مؤقتة كانت أو دائمة.. أبرزها أنه قد ولى الزمن الذي يملك فيه الرؤساء والساسة سلطة إسكات الخصوم ومنعهم من حرية التعبير عبر وسائل الإعلام (خاصة في دول العالم الثالث).. الآن صار هؤلاء الرؤساء - وأي رؤساء! - هم الذين يتم حرمانهم من التعبير عن آرائهم، (وأين!) في قلب قلاع الديمقراطية.. واسألوا دونالد ترامب الذي اعتبر طرده من تويتر «رقابة» تمارسها المنصة ضده.  

وكان ترامب أكثر زعيم سياسي يدير السياسة الداخلية والخارجية لبلاده عن طريق «تويتر».. كان وزراؤه ومساعدوه يشتكون مر الشكوى من أنهم لا يعرفون بقراراته إلا من خلال تغريداته.. لم يحب أبداً المؤتمرات الصحفية أو الاحتكاك المباشر بالصحفيين. كان يكفيه 280 حرفاً، يفعل بهم ما يشاء، ولو حتى أن يلوح بحرب نووية لا تبقي ولا تذر. لكن السحر انقلب على الساحر.. فبعد أعمال الشغب في مقر الكونجرس الأميركي، تم حظره «بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف»، كما قالت المنصة.
والآن ها هو صديقه الملياردير إيلون ماسك يستحوذ على «تويتر»، وكلاهما بارع كثيراً في «التغريد» بشقاوة أحياناً.. فهل يعود إليها ترامب، وبقية «المطاريد»؟!
ماسك يعرف أن القضية ملحة؛ لذلك قال قبل أيام إن «مجلساً» سيقرر ما إذا كان بإمكان المحظورين العودة للمنصة.

دونالد ترامب
تم تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق في 8 يناير 2021، بعد يومين من اقتحام مبنى الكونجرس الأميركي. وبررت منصة «تويتر» الحظر بارتكاب ترامب انتهاكات متكررة لقواعد الشركة وخطر «مزيد من التحريض على العنف». وقبل أيام، قال ترامب، الذي كان لديه أكثر من 88 مليون متابع عندما تم حظره، إنه لا ينوي العودة إلى تويتر، متمسكاً بمنصته المنافسة «تروث سوشيال». وترامب محظور أيضاً على فيسبوك لمدة عامين، بقرار من مجلس الرقابة على المنصة. ومن المقرر اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان بإمكانه العودة في يناير المقبل. ومن المحتمل أن يقرروا استمرار حظره.

لورا لومر
ناشطة سياسية أميركية يمينية متطرفة حظرتها المنصة عام 2018 بسبب تصريحاتها المسيئة ضد عضوة مسلمة في الكونجرس. وقد خاضت مواجهات مع صحفيين وسياسيين بطريقة أكسبتها شهرة كاسحة على السوشيال ميديا. وتم حظرها أيضاً على فيسبوك وإنستغرام ومنصات مثل باي بال وأوبر.
وفي وقت لاحق، قيدت لومر يديها أمام مقر تويتر في نيويورك احتجاجاً على ذلك.

المغني كين ويست
تم إيقاف حسابه بصورة مؤقتة مؤخراً بسبب تصريحات معادية للسامية.

روجر ستون
خبير السياسات الاستراتيجية وحليف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهو يعمل لصالح الحزب الجمهوري منذ سبعينيات القرن الماضي، ويحمل على ظهره وشماً للرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون.

تم حظره عام 2017، وأدين بتهمة الكذب على الكونجرس والتأثير على الشهود، خلال تحقيق بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وفي يوليو 2020 خفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبة السجن لمدة تزيد على 3 سنوات التي صدرت بحقه لكن حسابه عاد لفترة قصيرة لكن بعد دقائق تم حظره مجددا عقب الإعلان عن صفقة إيلون ماسك لشراء تويتر في أبريل الماضي. وبرر متحدث باسم تويتر الحظر لمخالفة ستون قواعد المنصة.

ستيف بانون 
تم تعليق حساب مستشار ترامب السابق في 2020 بعد أن دعا إلى قطع رأس الدكتور أنتوني فاوتشي، وهو شخصية رئيسة في معركة الحكومة الأميركية ضد كوفيد-19، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي. كما دعا إلى رفع رؤوسهم خارج البيت الأبيض «كتحذير».

مارجوري تايلور جرين
‏هي سياسية وسيدة أعمال وعضوة بارزة في الحزب الجمهوري والكونجرس عن ولاية جورجيا.

في يناير الماضي علقت «تويتر» بشكل دائم حسابها @mtgreenee بسبب «الانتهاكات المتكررة لسياسة المعلومات المضللة الخاصة بكوفيد-19». وكثيراً ما غردت جرين، التي لديها أكثر من 465 ألف متابع، بمعلومات غير صحيحة بخصوص الجائحة. وهي تواصل التغريد عبر حسابها الرسمي في الكونجرس @RepMTG، الذي يضم أكثر من 386 ألف متابع، معربة عن أملها في أن تعود مرة أخرى إلى حسابها الشخصي بعد صفقة ماسك

كاتي هوبكنز
تم تعليق حساب المعلقة اليمينية البريطانية بصورة دائمة في عام 2020 لانتهاكها سياسة «السلوك البغيض» للمنصة، ومن أجل «للحفاظ على أمان تويتر»، وفقاً للشركة. وشملت تعليقاتها التاريخية مقارنة المهاجرين بالصراصير والادعاء بأن صورة الصبي السوري إيلان ميتا على الشاطئ، والتي أثارت موجة من التعاطف في جميع أنحاء أوروبا، قد تم فبركتها.. وقبل الحظر كان لدى هوبكنز أكثر من 1.1 مليون متابع.

ديفيد آيك
أحد أبرز منظري المؤامرة في المملكة المتحدة، تم حظره عام 2020 لانتهاك السياسات المتعلقة بالمعلومات المضللة عن فيروس كورونا. وكان مقدم البرامج السابق في بي بي سي قد أدلى بالعديد من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة حول الفيروس على العديد من منصات الإنترنت، بما في ذلك نظرية فقدت مصداقيتها بأنها مرتبطة بطرح شبكة الهاتف المحمول 5G.

أزيلا بانكس
مغنية أميركية أطلقت مع تفشي وباء كورونا في أكتوبر 2020 عدة تغريدات بشأن من يجب السماح له بالحصول أولاً على التطعيم. اعتبرت بعض الجماعات التغريدات مثيرة للجدل. لكن المفارقة الأكبر أن بانكس كانت قد خاضت أساساً في 2018 عراكاً غريباً مع المغنية الأميركية جريمز وزوجها (حينئذ) إيلون ماسك.. مالك تويتر الجديد، وإن كانت تقدمت بعدها بأشهر قليلة باعتذار إليه.

ميلو يانوبولس 
كاتب وصحفي يميني متطرف حصل على حظر دائم بسبب تغريدات عنصرية ضد ممثلة أميركية سمراء أثارت ضجة كبرى على منصات السوشيال ميديا.
كان ميلو يعمل كمحرر التكنولوجيا في الموقع اليميني الشهير بريتبارت، وبلغ عدد متابعيه 338 ألف شخص، وعرف دوماً بآرائه المتطرفة، وكان يشير إلى دونالد ترامب دوماً باعتباره «دادي». وقد اعتبر حظره خطوة «جبانة»، قائلاً إن «تويتر» ساحة مغلقة أمام المحافظين.

الممثلة تيلا تكيلا 
تم وقف حساب نجمة تلفزيون الواقع في نوفمبر 2016 بعدما شاركت صورة لها وهي تؤدي التحية على الطريقة الهتلرية.. وقيل ان الصورة تم التقاطها خلال حفل في واشنطن لأنصار جماعات تفوق البيض اليمينية.

أليكس جونز 
بشكل دائم تم في أكتوبر 2018 تعليق حساب المذيع الشهير وصاحب نظرية المؤامرة اليميني، وحساب موقعه الإلكتروني Infowars، بسبب «السلوك المسيء» عبر تويتر. كان لدى الحسابين نحو 1.3 مليون متابع مجتمعين.

كيف تصعد المنصة إجراءاتها ضد المخالفين؟
تقول المنصة في لائحة الاستخدام الإرشادية، إنه يتم اتخاذ إجراءات على مستوى الحساب إذا ما انتهك أحد الأشخاص قوانين «تويتر» انتهاكاً جسيماً، أو ينتهكها بشكل متكرر حتى بعد تلقيه تنبيهات منها:
1- طلب تحرير الوسائط أو الملف الشخصيّ وإذا لم يمتثل صاحب الحساب، قد يتم إيقاف الوصول إليه مؤقتاً.
2- وضع الحساب في وضع القراءة فقط: إذا بدا أحد الحسابات السليمة في خضم موقف مسيء، فقد يتم وضعه مؤقتاً في وضع القراءة فقط، والحد من قدرته على التغريد أو إعادة التغريد أو الإعجاب بالمحتويات حتى يهدأ الأمر. وعندما يكون الحساب في وضع القراءة فقط، يظل بإمكان الآخرين مشاهدته والتفاعل معه. وقد تتراوح مدة تطبيق هذا الإجراء بين 12 ساعة و7 أيام، حسب طبيعة الانتهاك.
3- قد تتم مطالبة صاحب الحساب بتوثيق ملكيته باستخدام رقم هاتف أو عنوان بريد إلكتروني. ‏‫كما يساعد هذا الإجراء على تحديد هوية المنتهكين الذين يديرون حسابات عدة لأغراض مسيئة، وعلى اتخاذ إجراءات ضد مثل هذه الحسابات.‬
4- الإيقاف الدائم: هذا الإجراء هو أكثر إجراءات تطبيق القانون صرامة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن التوقيف الدائم للحساب سوف يؤدي إلى إزالته من العرض العام، ولن يسمح للمنتهك بإنشاء حسابات جديدة. ويتم إبلاغ صاحب الحساب بأنه قد تم توقيف حسابه بسبب انتهاك إساءة الاستخدام.

ما هو موقف ماسك.. هل يعيد ترامب ورفاقه؟
تعهد إيلون ماسك بعد صفقة الاستحواذ على تويتر بالتريث قليلاً في إعادة المنفيين من المنصة وفتح حساباتهم مرة أخرى. وقال إن الأمر يحتاج إلى أسابيع لاتخاذ قرار في هذا الشأن، مما يعني أن المستبعدين، ومن بينهم دونالد ترامب نفسه، لن يتمكنوا من استخدام المنصة قبل الانتخابات النصفية للكونجرس الأميركي. ويقوم ماسك الآن بتشييد مجلس لإدارة المحتوى في تويتر، سيتولى وضع لوائح جديدة والتعامل مع قرارات وقف الحسابات الشخصية على المنصة.
وقال ماسك عبر تويتر إنه لن يتم السماح بعودة أحد قبل بناء عملية واضحة للقيام بذلك، وقد التقى من أجل هذا الغرض مع نشطاء وقادة منظمات الحقوق المدنية للبحث في الأمر.
وأكد ماسك على أن تويتر ستواصل مكافحة الكراهية والإساءة وستفرض قواعدها على الجميع.
وكان انتقادات كثيرة قد وجهت إلى ماسك بشأن ما تردد عن تخفيف بعض القواعد والسماح لترامب بالعودة للمنصة. وقالت جماعات للحقوق المدنية إن ذلك من شأنه أن يفتح الباب أمام حملات إساءة خطيرة وتضليل ومعلومات كاذبة قبل الانتخابات النصفية الأميركية.

8 أسباب للمنع؟
1- تمجيد العنف أو التهديد بارتكاب أعمال عنف ضد فرد أو مجموعة من الأفراد.
2- الترويج لأعمال إرهابية أو أعمال متطرفة عنيفة.
3- استغلال الأطفال جنسياً أو التشجيع على ذلك أو الترويج له بطريقة أو أخرى. وهي ممارسات مجرمة قانوناً.
4- الإساءة للآخرين أو تحريض الغير على القيام بذلك. ويشمل ذلك تمني الأذى البدني لشخص ما بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو معتقداته الشخصية أو حتى مكانه.
5- الترويج للعنف ضد الآخرين، أو تهديدهم، أو مضايقتهم على أساس العرق، أو الإثنية، أو الأصل القومي، أو الطبقة الاجتماعية، أو التوجّه الجنسي، أو الجنس، أو الهوية الجنسية، أو الانتماء الديني، أو العمر، أو الإعاقة، أو المرض الخطير.
6- الترويج للانتحار أو إيذاء النفس أو تشجيع هذا السلوك، بأي طريقة كانت، من أجل ضمان توفير الحماية الكاملة للجميع في بيئة آمنة.
7- استهداف التلاعب بالانتخابات أو التدخّل فيها. ويتضمن ذلك نشر أو مشاركة المحتوى الذي قد يؤدي إلى منع الأشخاص من المشاركة في عملية مدنية أو يقدم لهم معلومات مضللة حول توقيت العملية المدنية، أو مكانها، أو طريقة المشاركة فيها.
8- التلاعب وإرسال رسائل مزعجة عبر المنصة بأسلوب يُقصد منه تضخيم المعلومات أو الحد منها. 
تقول المنصة أيضاً في دليل استخدامها: «سنزيل أي حسابات يملكها مرتكبو الهجمات الإرهابية الفردية، أو الهجمات المتطرفة العنيفة الفردية، أو الجماعية، وقد نزيل كذلك التغريدات التي تنشر بيانات أو محتويات أخرى يطلقونها».